حدوتة جدتي : حدوتة الأرنب الطيب … الأرنب اللي اتعلم يحب نفسه
المشهد الأول: بداية الحكاية
في يوم من الأيام، والمطر بيخبط بهدوء على الشبابيك، كانت جنى وكريم قاعدين جنب جدتهم في الصالة، متغطيين ببطانية دافئة.
قالت الجدة بابتسامة:
– “تيجوا أحكيلكم حكاية أرنب صغير… اسمه لِينُو؟”
ردّوا بحماس:
– “أيوه يا تيتة، إحكيلنا!”
المشهد الثاني: الأرنب الطيب أوي
من زمان، كان فيه أرنب صغير في غابة خضرا اسمه لِينُو.
كان دايمًا بيحب يساعد الكل، وبيقول “حاضر” لأي طلب.
كل الحيوانات بتحبه، لكن…
بعد شوية، بقى كل يوم يساعد النحلة تشيل العسل، ويجري على القنفذ يلمّ التفاح، وبعدها يروح للغزالة يرتب أوراقها.
الجدة سألت وهي بتشرب شايها:
– “تفتكروا لِينُو كان مبسوط؟”
سكت كريم شوية وقال:
– “أكيد تعبان!”
الجدة هزت راسها:
– “صح… لِينُو كان حاسس إنه بيعمل كل حاجة عشان الناس تحبه، مش لأنه عايز فعلاً.”
المشهد الثالث: اللقاء اللي غير كل حاجة
في يوم جديد، وهو ماشي في الغابة، قابل البومة الحكيمة.
بصّت له وقالت:
– “مالك يا لِينُو؟ وشك مش منور زي زمان.”
ردّ وهو مهموم:
– “حاسس إني لازم أرضي كل الناس علشان ما يزعلوش مني.”
البومة ابتسمت وقالت:
– “اللي بيرضي الناس على طول، بيتعب… وبيفقد نفسه.”
ثم أضافت قائلة:
– “الطيبة مش معناها إنك تسيب وقتك وحياتك للناس كلها.”
المشهد الرابع: بداية التغيير
ومن هنا بدأت حياة لِينُو تتغيّر.
أولاً، بدأ يسأل نفسه قبل ما يوافق على أي حاجة:
“هل أنا مرتاح؟ ولا مضغوط؟”
ثانيًا، بدأ يقول “لأ” بلطف:
– “ممكن أساعدك بكرة، دلوقتي محتاج أرتاح.”
– “أنا محتاج وقت لنفسي دلوقتي.”
وللمفاجأة…
الحيوانات مازعلتش! بالعكس… بقوا بيحترموه أكتر.
المشهد الخامس: نهاية الحكاية وحكمة الجدة
وفي نهاية اليوم، قعدت الجدة تبص لأحفادها وقالت:
– “عارفين يا حبايبي؟ لِينُو اتعلم إن كلمة (لأ) مش معناها إنه مش طيب… بالعكس، معناها إنه بيحب نفسه وبيحترمها.”
جنى رفعت إيدها بحماس وقالت:
– “وأنا كمان هقول لأ لما أكون مش مرتاحة.”
وكريم قال:
– “وأنا مش هخلي حد يضغط عليا وأنا مش عايز.”
الجدة حضنتهم وقالت:
– “هو ده بالظبط اللي كنت عايزة توصّله ليكم