حدوتة جدتي : حكاية وداعٌ ومحبة رغم الرحيل
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

جلست الجدة هاجر على الكرسي الهزّاز، وأحاط بها الأحفاد، كل واحد منهم حمل كوباً من الحليب الساخن، ينتظر القصة المسائية. ابتسمت الجدة وقالت:
“سأحكي لكم الليلة قصة ندى، الفتاة التي تركت أثراً لا يُنسى في مدرستها. اسمعوها جيدًا، لأن في نهايتها درسًا ثمينًا.”
بداية الحكاية: ندى والانتقال المفاجئ
في مدينة صغيرة، عاشت فتاة اسمها ندى. أحبت مدرستها كثيرًا، وبادلتها زميلاتها نفس المحبة. كل صباح، دخلت ندى الصف بابتسامة، وساعدت من احتاج المساعدة، وشاركت أفكارها في النقاشات، دون أن تتفاخر.
قصص خيال : قصة الصياد والسمكة المسحورة
ولكن، ذات مساء، دخل والد ندى غرفتها وقال:
“ندى، علينا الانتقال إلى المدينة الكبيرة، لقد حصلت على وظيفة جديدة هناك.”
تفاجأت ندى، لكنها لم تجادل. بدلاً من الاعتراض، فكرت كيف يمكنها أن تودع مدرستها بطريقة تليق بها.
خطة ندى: توديع لا يُنسى
في اليوم التالي، كتبت ندى خطة سرّية. أولًا، قررت أن تساعد المعلمة في تنظيم المكتبة. ثانيًا، حضرت هدية صغيرة لكل زميلة، كتبت على كل هدية عبارة لطيفة تليق بصاحبتها. وأخيرًا، قررت أن تُلقي كلمة وداع قصيرة في الطابور الصباحي.
مع مرور الأيام، نفذت ندى خطتها. رتّبت الكتب في المكتبة، وقدّمت الهدايا بابتسامة، ثم طلبت من المديرة أن تسمح لها بإلقاء الكلمة.
قصص خيال للاطفال : رحلة عبر الزمن
وفي صباح الجمعة، وقفت ندى أمام المدرسة كلها، وقالت بثقة:
“أنا أغادر اليوم، لكن قلبي سيبقى هنا بينكم. شكراً لأنكم كنتم عائلتي الثانية. أرجو أن تذكروني بابتسامتي، كما سأذكركم بمحبتكم لي.”
صفق الجميع، وبعضهم ذرف الدموع.
المفاجأة: الهدية العائدة
قبل أن تغادر المدرسة، فاجأتها الطالبات بكتاب كبير، ملأن صفحاته برسائل وكلمات وداعية، كل واحدة منهن عبّرت عن أثر ندى في حياتها. قالت إحدى الرسائل:
“ندى، لن أنسى كيف شجعتني عندما ترددت في القراءة أمام الصف.”
قصص خيالية : قصة النهر الذي يغني
وأخرى كتبت:
“ضحكتك كانت دواءً للحزن. شكراً لأنك كنتِ صديقتي.”
حملت ندى الكتاب معها، واحتفظت به ككنز لا يُقدّر بثمن.
الانتقال والبدء من جديد
بعد أيام، وصلت ندى إلى المدينة الجديدة. ورغم اشتياقها، لم تحزن. بالعكس، استخدمت نفس طاقتها الإيجابية لتتعرف على زميلاتها الجديدات، وقدّمت نفسها بنفس الروح المحبة.
ومع مرور الوقت، أحبها الجميع هناك أيضاً.
الدرس الذي تعلّمته ندى
في إحدى الليالي، كتبت ندى في دفترها:
“الوداع لا يعني النهاية. أحيانًا، يكون البداية الجديدة أجمل، خاصة عندما نغادر ونترك خلفنا أثراً طيباً.”
حدوتة جدتي : كلمة الجدة الختامية
أنهت الجدة القصة وقالت:
“يا أحفادي، تذكّروا دائمًا أن الناس لا ينسون ما شعروا به معكم. ربما يغيب الاسم، وربما تتغير الأماكن، ولكن الأثر يبقى. لذلك، في كل علاقة، سواء كانت صداقة أو دراسة أو عمل، غادروا وأنتم تزرعون وردة في القلوب.”
قصص خيال : حورية البحر الصغيرة
ضحك الأحفاد، وقال أحدهم:
“جدة، سأزرع بستانًا كاملاً!”
ضحكت الجدة وقالت:
“بارك الله فيك يا صغيري، وابدأ من الغد، ولا تنتظر وقت الوداع!”