حدوتة جدتي حدوته عن الخير والشجاعة : قصة الكنز الكبير واللص الخطير.

في ليلة هادئة تحت سماء مليئة بالنجوم، جلست الجدة سعاد على كرسيها المريح، وأحفادها يتجمعون حولها بحماس. بدأوا يتساءلون عن القصة التي ستحكيها لهم اليوم، فابتسمت الجدة وأخذت نفساً عميقاً ثم قالت بصوت دافئ:
“كان يا ما كان، في قديم الزمان، كان هناك طفل اسمه “أحمد”، واسم على مسمى، لأنه كان طيبًا ومحبًا للخير. كان أحمد يعيش في قرية صغيرة مع أسرته، وكان يساعد الجميع بلا استثناء، صغارًا وكبارًا. فإذا رأى جاره بحاجة إلى مساعدة، يكون أول من يمد يده.
وفي يوم من الأيام، بينما كان أحمد يسير في الحقول الخضراء بحثًا عن الفراشات الملونة، لفت نظره شيء غريب يلمع تحت جذع شجرة قديمة. اقترب أحمد بفضول، وعندما حفر قليلاً، وجد صندوقًا صغيرًا وثقيلاً. فتحه بحذر ليجد داخله كنزًا مذهلًا، مليئًا بالذهب والمجوهرات. كانت أعينه تتسع دهشة ويداه ترتجفان فرحًا، فقد كان هذا الكنز يكفي لإسعاد الجميع في قريته الصغيرة.
بدون تردد، قرر أحمد أنه سيستخدم هذا الكنز لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وعاد إلى القرية بابتسامة كبيرة، وبدأ يوزع ما في الكنز على أهالي القرية، فاشترى لهم الطعام والملابس ولعب الأطفال. وما أن انتشر الخبر، حتى انتشرت السعادة بين الجميع، وكان كل من قابل أحمد يمدحه ويشكره.
لكن لم يعلم أحمد أن هناك من كان يراقبه من بعيد. في أحد الجبال القريبة من القرية، كان يعيش لص شرير يُدعى “عاصم”. كان عاصم هو صاحب هذا الكنز، وقد جمعه بطرق غير شرعية، حيث كان يسرق من القرى ويجمع ما يسرقه ليخفيه تحت الشجرة العتيقة. وعندما علم بأن أحمد قد عثر على كنزه ووزعه على الناس، اشتعل غضبًا. فقرر أن ينزل إلى القرية لاستعادة كنزه، ومعاقبة أحمد.
وفي ليلة حالكة الظلام، وبينما أحمد نائم في فراشه، اقتحم عاصم منزله وأمسك به، وقال له بصوت مخيف: “كيف تجرؤ على أخذ كنزي وتوزيعه؟ أنت لم تترك لي شيئًا!”
أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات
لكن أحمد، وعلى الرغم من أنه شعر بالخوف، بقي شجاعًا وقال بثقة: “لم يكن كنزك من حقك. لقد جمعته بالسرقة، والناس بحاجة إلى المساعدة أكثر منك. أنا لم أفعل شيئًا سوى مساعدة الآخرين.”
هذا الرد أغضب عاصم أكثر، فأخذه بعيدًا إلى الجبل المظلم وهدده بالسجن داخل كهف عميق. لم يصدق أحمد ما يحدث، لكنه بقي متمسكًا بشجاعته وثقته بأن الخير سينتصر في النهاية.
ومع انتشار خبر اختطاف أحمد في القرية، اجتمع أهل القرية سريعًا وأدركوا أنه يجب أن يقفوا بجانبه. فقد ساعدهم أحمد حين كانوا بحاجة، والآن جاء دورهم ليساعدوه. تجمع أهل القرية وحملوا المشاعل والأسلحة البسيطة، وانطلقوا باتجاه الجبل. وعندما وصلوا إلى الكهف، واجهوا عاصم بشجاعة، ولم يخفوا غضبهم منه.
عندما رأى عاصم هذا العدد الكبير من الناس، أصابه الرعب وأدرك أنه لا يستطيع مواجهة كل هؤلاء بمفرده. وبسبب جبنه، هرب سريعًا إلى أعماق الغابة ولم يجرؤ على العودة مرة أخرى.
حرر أهل القرية أحمد، وحملوه على أكتافهم وهم يهتفون باسمه. أصبح أحمد بطل القرية، وصار الجميع يتحدثون عن شجاعته وكرمه. وعندما عادوا إلى القرية، أقاموا احتفالًا كبيرًا احتفاءً بشجاعته وبوقوفهم إلى جانبه.
ومنذ ذلك الحين، عاش أحمد بسلام، ولم يتوقف عن مساعدة الآخرين. وعلم الجميع أن الخير ينتصر دائمًا، وأن الشجاعة وحب الخير يمكن أن يغيرا العالم.
قصص للاطفال
ثم نظرت الجدة إلى أحفادها الذين كانوا يستمعون باهتمام وقالت بابتسامة: “وهكذا يا أحفادي، كل من يعمل الخير ويشجع الآخرين سيجد من يقف بجانبه وقت الحاجة. لا تخافوا أبدًا من فعل الخير، لأن الله دائمًا ينصر الطيبين ويكافئهم بالشجاعة.”
انتهت الحكاية، وغلب النعاس على الأحفاد، وهم يحلمون بأحمد وشجاعته، متخيلين أنفسهم أبطالًا مثله يساعدون الناس ويقف الجميع بجانبهم.