حكايات الجدة عن الأخوة الثلاثة والتاجر المحتال

حكايات الجدة عن الأخوة الثلاثة والتاجر المحتال.

 

حكايات الجدة عن الأخوة الثلاثة والتاجر المحتال
حكايات الجدة عن الأخوة الثلاثة والتاجر المحتال


حدوتة الجدة زينب: الإخوة قلب واحد

جلسة حول الموقد
في إحدى الليالي الباردة، اجتمع الأحفاد حول جدتهم زينب، التي جلست على مقعدها الخشبي بجوار الموقد. كانت النيران تلقي بوهجها الدافئ، والهواء يحمل رائحة الشاي بالنعناع. نظر إليها الأطفال بعينين متلهفتين، وهم يرددون بصوت واحد:

“حدوتة يا جدتي!”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

ابتسمت الجدة ومسّدت شعر حفيدها الصغير، ثم قالت: “سأحكي لكم قصة تعلمكم قيمة الإخوة، وكيف يجب أن يحافظوا على حبهم لبعضهم البعض مهما حدث.”

الإخوة الثلاثة وحكمة الأب
في قرية صغيرة وسط الحقول الخضراء، عاش ثلاثة إخوة: سعيد، وحسن، وماهر. كانوا أبناء رجل حكيم يُدعى الشيخ إبراهيم، وكان دائمًا يوصيهم بالمحبة والتعاون.

ذات يوم، قبل أن يغمض الشيخ إبراهيم عينيه للمرة الأخيرة، جمع أبناءه حوله وقال: “يا أبنائي، الإخوة مثل الجسد الواحد، إن تفرّقوا ضعفوا، وإن اجتمعوا اشتدّوا. تذكروا، لا تفرقكم الدنيا، ولا تسمحوا لأي شخص بزرع العداوة بينكم.”

الخلاف والفرقة
مرت الأيام، وكبر الإخوة، وبدأ كل واحد منهم يعمل في أرضه. كان سعيد يزرع القمح، بينما اهتم حسن بالأشجار المثمرة، أما ماهر فكان يرعى الماشية. في البداية، عاشوا في وئام، لكن الشيطان لم يتركهم في حالهم.

قصص خيال للاطفال

جاء رجل غريب إلى القرية، وكان تاجراً محتالًا. لاحظ قوة الإخوة الثلاثة، وفكر في طريقة لتفريقهم حتى يستفيد من ضعفهم. ذهب إلى سعيد وقال له: “أتعلم أن حسن وماهر يريدان الاستيلاء على أرضك؟ إنهما لا يحبان نجاحك!”

ثم توجه إلى حسن وقال له: “سعيد وماهر يتحدثان عنك بالسوء، ويريدان السيطرة على تجارتك.”

وأخيرًا، ذهب إلى ماهر وأخبره: “أخواك لا يقدران عملك، ويظنان أنك لا تجني شيئًا مفيدًا!”

بدأ الشك يدبّ في قلوب الإخوة، وبدلًا من أن يجتمعوا ويتحدثوا، ابتعد كل منهم عن الآخر. لم يعودوا يجلسون سويًا على العشاء، ولم يعودوا يتعاونون في العمل كما كانوا يفعلون سابقًا.

عودة الحكمة
ذات يوم، مرت امرأة عجوز بالقرية، وكانت تحمل حزمة من العصي على ظهرها. اقتربت من الإخوة الثلاثة، وسألتهم بلطف: “لماذا تبدون غاضبين؟ لقد سمعت أنكم كنتم خير إخوة!”

أجاب سعيد وهو يعقد ذراعيه: “لم يعد بيننا ودّ، كل واحد منا يعمل بمفرده الآن.”

ابتسمت العجوز وقالت: “أريد أن أعلمكم درسًا بسيطًا.” ثم مدت إليهم حزمة العصي وقالت: “حاولوا كسر هذه الحزمة معًا.”

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

أخذ سعيد الحزمة وحاول كسرها بكل قوته، لكنه لم يستطع. ثم جرب حسن، ولكنه فشل أيضًا. وأخيرًا حاول ماهر، لكن العصي ظلت متماسكة.

عندها، أخذت العجوز الحزمة، وبدأت تفككها عصًا تلو الأخرى، ثم أعطت كل أخ عصا منفردة، وقالت: “جربوا الآن.”

كسر كل منهم عصاه بسهولة!

نظرت إليهم العجوز بحكمة وقالت: “هكذا أنتم، طالما كنتم مجتمعين، فلن يستطيع أحد كسر قوتكم. لكن إن تفرقتم، ستصبحون ضعفاء، وسيتمكن أي شخص من استغلالكم.”

العودة إلى الوحدة
أدرك الإخوة أنهم وقعوا في فخ التاجر المحتال، وعرفوا أن كلام العجوز هو نفس الحكمة التي تركها لهم والدهم. عانق بعضهم بعضًا، وقرروا أن يعودوا كما كانوا، إخوة متحابين ومتعاونين.

وفي اليوم التالي، ذهبوا إلى الرجل المحتال وأخبروه بصوت واحد: “قد تحاول أن تفرق بين الإخوة، لكنك لن تنجح أبدًا، لأن الأخوة أقوى من أي مكيدة!”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

ومنذ ذلك اليوم، عاش الإخوة متحدين، ولم يسمحوا لأحد بأن يزرع الفرقة بينهم مرة أخرى.

خاتمة الجدة
نظرت الجدة زينب إلى أحفادها وقالت: “تذكروا يا صغاري، الإخوة مثل اليد الواحدة، لا تفرّقهم الأقاويل، ولا تضعفهم الخلافات. احرصوا دائمًا على الحفاظ على الودّ والمحبة بينهم.”

نظر الأحفاد إلى بعضهم البعض وابتسموا، فقد فهموا الدرس جيدًا.