قصص رمضانية  “سر الكحك في بيت الجدة”

قصص رمضانية  “سر الكحك في بيت الجدة”

المشهد الأول: ليلة رمضانية دافئة

بعد الإفطار في ليلة رمضانية هادئة، جلست الجدة صفية على سجادة الصلاة تدعو بصوت خاشع. كان بيتها القديم يفوح برائحة القهوة والتمر، بينما صوت التلفاز يردد دعاء ما قبل صلاة التراويح.

في هذه الأثناء، ركضت حفيدتها الصغيرة، ليلى، إلى المطبخ بحماس قائلة:
“تيتا، رمضان قرب يخلص، لازم نبدأ نجهز للعيد! ماما قالت إنك أشطر واحدة في عمل الكحك.”

ضحكت الجدة بحنان وربتت على رأس ليلى، ثم قالت:
“أكيد يا حبيبتي، الكحك مش مجرد بسكويت، ده سر لمّة العيلة وفرحة العيد.”

المشهد الثاني: تحضير العجينة

في اليوم التالي، بعد صلاة العصر، اجتمعت ليلى مع والدتها وخالتها حول الطاولة الكبيرة في المطبخ، حيث وضعت الجدة صفية كل المكونات بعناية: الدقيق، السمن، السكر، والخميرة.

وبينما كانت تخلط السمن مع الدقيق بأطراف أصابعها، التفتت إلى ليلى قائلة:
“شايفة يا ليلى، لازم نفرك السمن في الدقيق كويس، لحد ما يبقى شكله زي الرمل الناعم. وده سر نعومة الكحك.”

باندهاش، حاولت ليلى تقليد جدتها، لكنها انفجرت ضاحكة عندما غطى الدقيق أنفها الصغير. ضحكت الأم والخالة، وقالت الخالة مازحة:
“شكلنا هنحتاج دقيق زيادة، لأن ليلى بتلبسه بدل ما تعجنه!”

المشهد الثالث: تشكيل الكحك والنقش عليه

بعد أن ارتاحت العجينة، بدأت الجدة في تشكيلها إلى كرات صغيرة، ثم قامت بوضع الحشوة داخل بعضها. أمسكت ليلى بقطعة من العجين وحاولت تشكيلها، لكنها لم تكن متقنة كجدتها.

“تيتا، ليه بننقش الكحك؟” سألت ليلى بفضول.
أجابت الجدة، وهي تبتسم:
“عشان يعرف كل واحد نوع الحشوة اللي جواه، وكمان النقشة بتخلي الكحك يمسك السكر الناعم بعد ما يستوي.”

ثم أعطت الجدة ليلى منقاشًا صغيرًا وقالت:
“يلا يا شاطرة، وريني فنك!”

المشهد الرابع: خبز الكحك وانتظار النتيجة

بعد أن انتهوا من تشكيل الكحك، وضعته الأم في الفرن الساخن. جلس الجميع ينتظرون، وكانت رائحة الكحك تنتشر في أرجاء المنزل، معلنة عن قرب العيد.

وأثناء الانتظار، قالت الجدة بصوت دافئ:
“عارفة يا ليلى، وأنا قدك، كنت بقعد مع أمي وجدتي نعمل الكحك مع بعض. كان عندنا نفس الضحك والفرحة اللي احنا فيها دلوقتي.”

احتضنت ليلى جدتها بحب، وقالت:
“لما أكبر، هعلم أولادي زي ما علمتيني يا تيتا!”

المشهد الخامس: فرحة العيد بطعم الكحك

في صباح العيد، امتلأ البيت بأصوات التهاني والسعادة. جلست ليلى بجوار جدتها، ووضعت قطعة كحك في فمها قائلة:
“طعمه أحلى من أي كحك اشتريته قبل كده!”

ابتسمت الجدة وقالت بحكمة:
“لأن الكحك مش بس طعمه حلو، لكن ريحة العيلة ولمّة الحبايب هي اللي بتخليه مميز.”

ثم التفتت ليلى إلى والدتها وقالت بفخر:
“أنا خلاص بقيت شاطرة في عمل الكحك، السنة الجاية أنا اللي هعلم بابا!”

وضحك الجميع، متمنين أن يكون كل عيد سعيدًا ومليئًا بتقاليد جميلة كهذه.

قصص رمضانية  “سر الكحك في بيت الجدة”