حدوتة جدتي:قصة “آدم وصندوق العجائب”
كان “آدم” يبلغ من العمر تسع سنوات، وقد أنهى أول أسبوع من إجازته الصيفية وهو يشعر بملل شديد. فقد اعتاد أن يستيقظ متأخراً، ثم يجلس لساعات أمام الموبايل يتنقل بين الفيديوهات والألعاب دون هدف حقيقي. ومع مرور الوقت، بدأ يشعر أن يومه لا يحمل جديداً.
ولكن، في صباح أحد الأيام، وبينما كان يبحث عن شاحن الموبايل، صادف صندوقاً قديماً في غرفة التخزين. كان الصندوق مليئاً بأشياء قديمة تخص والده عندما كان صغيراً: عدسة مكبرة، خريطة كنز مرسومة يدوياً، قطع ليغو غير مكتملة، وساعة متوقفة.
من هنا، بدأت المغامرة.
في البداية، قرر آدم أن يلعب دور “المحقق”، فاستخدم العدسة المكبرة للبحث عن أدلة “خفية” في أنحاء البيت. بعد ذلك، تخيّل أن الخريطة التي وجدها تقوده إلى كنز مخبأ داخل الحديقة. ولأجل ذلك، رسم معالم جديدة للخريطة وأضاف إليها “فخاخاً” وهمية باستخدام أوراق الشجر والأحبال.
ثم، قرر أن يصنع قلعة من الوسائد في غرفة المعيشة وسماها “قلعة الأبطال”، حيث خبأ داخلها صندوقاً صغيراً يحتوي على “جواهر وهمية” مصنوعة من قطع لعبة قديمة. وبعد أن أنجز ذلك، بدأ في تنظيم لعبة “مطاردة الكنز”، وكتب رسائل سرية على أوراق مطوية، ووضع كل واحدة في مكان مختلف في المنزل، بحيث تقود كل رسالة إلى الأخرى حتى الوصول للكنز.
في اليوم التالي، ارتدى زي القبطان، وربط شريطاً أحمر على رأسه، وطلب من أخته “فرح” أن تنضم إليه في هذه الرحلة. وافقت فرح بسعادة، وبدأت المغامرة! كان عليهما تجاوز “نهر التماسيح” (الذي كان عبارة عن مفرش على الأرض)، والدخول إلى “غابة الوحوش” (وهي غرفة التخزين)، وعبور “الجسر المكسور” (وهو مجموعة كراسي موضوعة بطريقة غير مستقرة).
وبينما كانت المغامرة مستمرة، حدث أمر غير متوقع.
سمع الأطفال صوت شيء يسقط في المطبخ، فاتجها مسرعين ليكتشفا أن القطة الصغيرة قد أسقطت صندوقاً من فوق الثلاجة. داخل الصندوق، وجدا دفتر مذكرات قديم لوالدهما، يحتوي على مغامرات مشابهة كان يخوضها في طفولته. وهنا، شعر آدم أن والده قد عاش نفس المرح، لكنه بدون أي موبايلات أو شاشات.
فقرر أن يصنع مع أخته دفتراً خاصاً بهما، يسمونه “يوميات المغامرين”، يكتبون فيه كل يوم مغامرة جديدة، ويرسمون الخرائط، ويحتفظون بالصور والرسائل.
فوائد هذه المغامرة العائلية
أولاً، تعلّم آدم أن المتعة الحقيقية لا تأتي من الشاشة، بل من التفاعل، الخيال، والحركة. ثانياً، وجد طريقة جديدة للتقرب من أخته، ما عزز روح التعاون والحوار بينهما. ثالثاً، ازداد شعوره بالإنجاز، لأنه صنع عالماً خاصاً به بيديه وخياله فقط.
ازرع الخيال، تثمر المتعة
إن الملل شعور طبيعي يمر به أي طفل، خاصة بعد فترة من التكرار والروتين. ولكن، إذا وفرنا له المساحة والدعم، يمكن لهذا الملل أن يتحول إلى باب كبير للإبداع والمغامرة. فقط، اسأل طفلك:
“لو كنت بطل قصة، هتبدأ منين؟”
ودعه هو يكتب فصولها بنفسه، بعيداً عن الموبايل، وقريباً من قلبك
أفكار ممتعة لكسر الملل عند الأطفال في الصيف
في الواقع، هناك الكثير من الأنشطة الصيفية التي يمكن للأطفال ممارستها داخل البيت، والتي لا تتطلب أجهزة إلكترونية. على سبيل المثال:
تنظيم مسابقات بين الإخوة مثل “من يرسم أفضل لوحة؟”
بناء خيمة باستخدام الأغطية والكراسي في غرفة المعيشة واللعب بداخلها.
تنفيذ تجارب علمية بسيطة باستخدام أدوات المطبخ.
إعداد وصفات سهلة مثل الكب كيك أو البيتزا المنزلية.
قراءة القصص ثم تمثيلها على شكل مسرحية مصغّرة.