حدوتة جدتي:قصة الأم الحكيمة والعصفور الصغير
في صباحٍ جميل، حيث تفتحت الأزهار وغردت العصافير، استيقظ صغير الأرنب “لولو” في عشه الدافئ تحت جذع الشجرة الكبيرة. وكالعادة، وقبل أن يخرج للعب، نادته والدته بحنان وقالت له:
“لولو، لا تذهب إلى البحيرة وحدك اليوم. سمعت أن الثعلب الماكر يتجول بالقرب منها.”
ولكن، مثل كثير من الصغار، ظن لولو أن أمه تبالغ، خاصة وأنه لطالما كان سريعًا وماهرًا في الهروب.
في البداية، قرر لولو أن يلعب بالقرب من المنزل. إلا أنه بعد قليل، شعر بالملل. وبينما كان يقفز هنا وهناك، لمح ضوء الشمس يتلألأ على سطح البحيرة.
قال في نفسه:
“لماذا لا أذهب فقط لإلقاء نظرة؟ لن أقترب كثيرًا، وسأعود قبل أن تلاحظ أمي.”
هكذا، بدأ لولو يقفز بمرح نحو البحيرة، وهو لا يعلم أن هناك من يراقبه من بين الأشجار.
بمجرد وصول لولو إلى طرف البحيرة، وقبل أن يرتوي من الماء، ظهر أمامه فجأة الثعلب الأحمر!
وقف الثعلب مبتسمًا بخبث، وقال:
“مرحبًا أيها الأرنب الصغير، إلى أين تذهب وحدك؟”
تجمد لولو في مكانه من الخوف. لم يعرف ماذا يفعل. وللحظة قصيرة، شعر بالندم الشديد لأنه لم يسمع كلام أمه.
ولكن، وبسرعة، قفز لولو قفزة طويلة نحو الشجيرات الكثيفة، محاولًا الهروب. ولأن أمه كانت دائمًا تعلمه كيف يختبئ، تذكر نصيحتها أن يقفز بطريقة متعرجة ليضلل أي حيوان مفترس.
في تلك الأثناء، لاحظت الأم غياب ابنها، وشعرت بأن هناك أمرًا غير طبيعي. دون أن تضيع وقتًا، انطلقت مسرعة تبحث عنه.
وبفضل خبرتها الطويلة، استطاعت تتبع آثار أقدامه الصغيرة.
وفجأة، سمعت صوت استغاثته، ولم تتردد لحظة واحدة!
قفزت نحو لولو وأطلقت صيحات عالية حذرت بها جميع الحيوانات القريبة. اجتمعت الطيور والغزلان بسرعة، وشكلوا جدارًا من الضجيج أربك الثعلب، الذي اضطر أخيرًا للفرار بعيدًا.
لولو يتعلم من خطئه
بعد أن هدأت الأمور، جلست الأم بجانب لولو، وقالت له بلطف:
“رأيتَ بنفسك لماذا طلبت منك أن لا تذهب للبحيرة؟ أنا لا أمنعك من المغامرة يا لولو، بل أريدك أن تكون آمنًا.”
هنا، شعر لولو بالخجل وقال:
“أعتذر يا أمي. لقد كنت محقة. من الآن فصاعدًا، سأسمع نصيحتك دائمًا.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح لولو الأرنب الأكثر التزامًا بنصائح والدته بين جميع صغار الغابة.
لماذا نصيحة الأم مهمة في كل مكان؟
وبالتالي، يتضح لنا أن الأمهات، سواء كن أمهات البشر أو الحيوانات، يمتلكن حسًا قويًا لحماية صغارهن.
لذلك، يجب علينا دائمًا الاستماع إلى نصائحهن، لأنهن يرين الخطر قبل أن نراه، ويحملن في قلوبهن حبًا صادقًا لا حدود له.
فكما أن نصيحة الأم أنقذت لولو من الثعلب، يمكن أن تنقذنا نصائح أمهاتنا من العديد من المشاكل والمخاطر التي قد لا ننتبه لها.