حدوتة جدتي:قصة الدب الذي اعتذر
بداية القصة: صديقان في الغابة
في غابة خضراء جميلة، كان يعيش دب صغير يدعى “دوب”، وكان لديه صديق مقرب يدعى “زيكو”، وهو أرنب نشيط ومرح. كانا يلعبان معًا يوميًا، يركضان بين الأشجار، ويقفزان فوق الصخور، ويضحكان بصوت عالٍ. كانت صداقتهما قوية ومليئة بالمحبة.
ومع مرور الوقت، أصبح دوب يعتمد كثيرًا على زيكو، فهو دائمًا من يبدأ اللعب، ويحضّر الطعام، بل وحتى يساعده في ترتيب مخبأه.
الخطأ الكبير
وذات يوم، بينما كان زيكو يحضّر فطورًا مشتركًا له ولصديقه الدب، تأخّر دوب في الحضور. وعندما وصل أخيرًا، لم يقل “شكرًا”، بل جلس وأكل بصمت. وعندما أخبره زيكو أنه تعب في إعداد الطعام، ردّ دوب بانزعاج قائلًا:
“ما المشكلة؟ أنت دائمًا تطبخ، هذا طبيعي!”
تجمّد زيكو في مكانه، شعر بالحزن الشديد، ولكنه لم يجب، فقط انسحب بهدوء.
شعور الدب بالذنب
مرت دقائق، ثم ساعات، ولم يعد زيكو كعادته. جلس دوب وحده بجانب النهر، وبدأ يتذكّر كل اللحظات الجميلة التي قضياها سويًا. شعر بالحزن، بل شعر بالخجل أيضًا.
فقال في نفسه:
“لقد كنت قاسيًا… كان زيكو طيبًا معي دائمًا، وأنا لم أقدّر جهده.”
ومن هنا، بدأ يدرك أن ما فعله لم يكن مقبولًا، وأن عليه إصلاح ما أفسده.
رحلة الاعتذار
في صباح اليوم التالي، حمل دوب سلة من التوت الطازج – وهو طعام زيكو المفضّل – وذهب يبحث عنه. وعندما وجده جالسًا تحت شجرة، اقترب منه بهدوء وقال:
“زيكو… أنا آسف جدًا. لم أقصد أن أكون قاسيًا أو أن أقلّل من تعبك. الحقيقة أني ممتن لك كثيرًا، ولكني لم أُحسن التعبير.”
ظل زيكو صامتًا للحظة، ثم نظر في عيني صديقه وقال:
“كلماتك صادقة يا دوب، وأنا أعلم أنك طيب. لقد حزنت فقط، لأني شعرت بأنك لا تقدرني.”
ابتسم دوب وقال:
“من اليوم، سأحاول أن أكون صديقًا أفضل. وسأشاركك في كل شيء، حتى الفطور!”
ضحك زيكو وضمه بقوة، وقال:
“كلنا نخطئ يا دوب، ولكن الأهم أن نعتذر ونتعلم.”
الدرس المستفاد
وهكذا، عاد الصديقان يلعبان معًا كما في السابق، لكن هذه المرة، أصبحا أكثر وعيًا وأقوى ترابطًا. تعلم دوب أن الاعتذار لا ينقص من قيمته، بل يظهر شجاعته وصدقه. أما زيكو، فقد علّمنا أن المسامحة تعيد الحياة لقلوبنا.
من خلال هذه القصة، نتعلم أن الاعتذار بصدق هو خطوة شجاعة تعيد بناء الجسور بين الأصدقاء، وأن المسامحة تظهر قوة القلب ونقاء النية.