قصة الصوت الذي لا يسمع

حدوتة جدتي:قصة الصوت الذي لا يسمع

كان عمر طفل هادئ لا يحب التحدث كثيرًا، لكنه كان يخفي موهبة نادرة. كان يعشق الغناء، إلا أنه كان يشعر بالخجل من أن يسمعه أحد. في المنزل، كان يغني بصوت منخفض عندما يكون وحده، وعندما يسمع خطوات أحد أفراد عائلته، يصمت فورًا. لم يكن يعلم أن صوته يمكن أن يكون مصدر إلهام لمن حوله، حتى جاء اليوم الذي تغيرت فيه حياته بالكامل.

اكتشاف الموهبة

في أحد الأيام، وبينما كان عمر يجلس في الفصل بهدوء، سمع معلمه الأستاذ نبيل طلابًا يتحدثون عن موهبة الغناء. سأله المعلم بحب:
— “هل لديك أي موهبة، عمر؟”
ارتبك عمر ونظر إلى الأرض قائلًا بصوت خافت:
— “أحب الغناء، لكنني لست جيدًا فيه.”
ابتسم المعلم وقال:
— “كل موهبة تحتاج إلى تدريب وثقة، وليس إلى الكمال منذ البداية.”

بعد أيام، أعلن الأستاذ نبيل أن هناك مسابقة غنائية في إذاعة المدرسة، وشجع الطلاب على المشاركة. نظر عمر إلى أصدقائه وهم يضحكون ويتحمسون، لكنه شعر بالخوف من الفكرة. هل يمكنه الغناء أمام الجميع؟

في اليوم التالي، فاجأه الأستاذ قائلاً:
— “عمر، لماذا لا تجرب الغناء في الإذاعة؟ لا شيء تخسره.”
تردد عمر، لكنه شعر أن هذه فرصته لكسر حاجز الخوف. بعد تفكير طويل، قرر الموافقة، لكنه اشترط أن يغني خلف الستار أولًا.

عندما بدأ عمر بالغناء في الإذاعة المدرسية، كان صوته نقيًا وعذبًا، لدرجة أن الجميع في الساحة المدرسية صمتوا ليستمعوا إليه. لم يكن أحد يعلم من يغني خلف الستار، لكنهم كانوا مبهورين بجمال الصوت.

بعد انتهاء الأغنية، اندلعت التصفيقات الحارة، وسأل مدير المدرسة عن صاحب الصوت الرائع. بخجل، خرج عمر من خلف الستار، فتعجب الجميع بأن هذا الصوت القوي يخرج من ذلك الطفل الهادئ!

بعد هذه التجربة، بدأ عمر يشعر بثقة أكبر في نفسه. بدأ يشارك في الفعاليات المدرسية وأصبح يطور موهبته أكثر فأكثر. لم يعد يخاف من نظرات الآخرين، بل أصبح مصدر إلهام لأصدقائه الذين كانوا يخافون من إظهار مواهبهم.

تعلم عمر أن الخوف لا يجب أن يمنعنا من تحقيق أحلامنا، وأن الموهبة تحتاج إلى الإيمان بالذات أكثر من أي شيء آخر. إذا كنت تمتلك موهبة، لا تخف من مشاركتها مع العالم، فقد تكون مصدر إلهام لمن حولك

رسالة القصة: لا تخف من إظهار موهبتك، فربما تكون الخطوة الأولى هي ما تحتاجه لتصل إلى النجاح.