قصة الكلب “وفي” يبحث عن صديق

حدوتة جدتي:قصة الكلب “وفي” يبحث عن صديق

البداية في المزرعة

في مزرعة كبيرة مليئة بالخضروات والدواجن والحيوانات، كان يعيش كلب مخلص يُدعى “وفي”. كان اسمه يعكس طبيعته، فهو دائمًا يساعد الفلاح، ويحرس المزرعة من الغرباء، ويهتم بالدجاج والأرانب.

ومع كل هذا، كان “وفي” يشعر بالحزن في قلبه. رغم أنه محاط بالحيوانات، إلا أنه لم يكن يملك صديقًا حقيقيًا. فكل الحيوانات كانت مشغولة بحياتها اليومية، ولم يهتم أحد بمشاعر الكلب الطيب.

البحث عن صديق

في أحد الأيام، وبينما كانت الشمس مشرقة والجو جميل، قرر “وفي” أن يبدأ رحلة البحث عن صديق. قال لنفسه:
“ربما لو بحثت جيدًا، سأجد من يشاركني ألعابي ومشاعري!”

أول محاولة: البطة المشغولة

ذهب أولاً إلى البطة “بسبوسة”، وقال لها:
– “هل تودين أن تكوني صديقتي؟”
فأجابت البطة بلطف:
– “أنا آسفة يا وفي، لدي بطّات صغيرة أرعاها طوال اليوم، لا أملك الوقت للعب.”
حزن “وفي”، لكنه شكرها ومضى في طريقه.

ثاني محاولة: الحصان المغرور

بعد ذلك، توجّه إلى الحصان “سيف”، وقال له:
– “ما رأيك أن نلعب سويًا ونصبح أصدقاء؟”
ضحك الحصان وقال:
– “أنا أسرع حيوان في المزرعة! كيف ألعب مع كلب بطيء مثلك؟”
أُصيب “وفي” بالخيبة، ولكنه لم يستسلم.

لقاء غير متوقع

بينما كان يتمشى حزينًا في أطراف المزرعة، سمع صوت أنين ضعيف يأتي من خلف الحظيرة. اقترب بحذر، وإذا به يرى قطة صغيرة تُدعى “نونة”، عالقة في شبكة قديمة.

دون تردد، استخدم “وفي” أسنانه القوية ليساعدها على الخروج. وبعد محاولات عديدة، نجح في تحريرها.
قالت القطة بلطف:
– “شكرًا لك، لم يتوقف أحد ليساعدني، إلا أنت.”

ابتسم “وفي” وقال:
– “هذا واجبي، لا أستطيع أن أترك أحدًا في ورطة.”

بداية صداقة حقيقية

منذ ذلك اليوم، أصبحت “نونة” لا تفارق “وفي”. كانت تلعب معه في الحقول، وتجلس بجانبه عند غروب الشمس، بل وأحيانًا تحرس المزرعة معه من الفئران.
وهكذا، أدرك “وفي” أن الصديق الحقيقي لا يُقاس بالشكل أو النوع أو السرعة، بل يُقاس بالمحبة والمواقف.

الدرس المستفاد

أخيرًا، تعلّم “وفي” درسًا عظيمًا:
“الصداقة لا تأتي دائمًا من أول محاولة، ولكن عندما نجد الصديق الصادق، نعلم أن الانتظار كان يستحق.”

ومنذ ذلك الحين، أصبح الكلب “وفي” والقطة “نونة” رمزًا للصداقة في المزرعة، وكان الجميع يحترمهما ويقدّرهما.