كان “سامي” و”حسن” صديقين منذ الطفولة، لا يفترقان أبدًا. في أحد الأيام، اتفقا على المشاركة معًا في مسابقة الرسم المدرسية، حيث كان حسن موهوبًا في الرسم، بينما سامي يجيد إعداد الأفكار والتخطيط. وعد سامي صديقه بأنه سيساعده في التحضير للمسابقة ولن يتأخر عنه أبدًا.
ولكن عندما اقترب موعد التسليم، تلقى سامي دعوة لحضور مباراة كرة قدم مهمة، كان يحلم بمشاهدتها منذ وقت طويل. تردد في البداية، لكنه قرر الذهاب، معتقدًا أن حسن يمكنه إنهاء اللوحة بمفرده.
في اليوم التالي، ذهب سامي إلى المدرسة بحماس، لكنه لاحظ أن حسن لم يكن يتحدث معه كالمعتاد. وعندما حاول التحدث إليه، قال حسن بحزن:
“لقد كنت أعتمد عليك، لكنك لم تأتِ. اضطررت للعمل طوال الليل وحدي، ولم أتمكن من إنهاء اللوحة كما خططنا. لم أتوقع منك أن تخلف وعدك!”
شعر سامي بالندم الشديد، لكنه لم يعرف كيف يُصلح خطأه. كان يدرك أن الاعتذار وحده لا يكفي، وكان عليه أن يثبت لصديقه أنه جدير بالثقة مرة أخرى.
بعد تفكير طويل، قرر سامي أن يُظهر لحسن مدى تقديره للصداقة بينهما. فاجأه في اليوم التالي بلوحة رسمها بنفسه، رغم أنه لم يكن رسامًا ماهرًا. كتب في أسفلها: “الأصدقاء الحقيقيون لا يخذلون بعضهم. أعدك أنني لن أخذلك مرة أخرى.”
عندما رأى حسن اللوحة، شعر بالسعادة، لكنه أراد التأكد من أن سامي قد تعلّم الدرس. قال له:
“أنا لا أحتاج إلى هدية، بل إلى صديق يمكنني الاعتماد عليه.”
أجاب سامي بإصرار:
“أعدك أنني سأكون هذا الصديق دائمًا!”
تدريجيًا، استعاد سامي ثقة حسن، وعادت صداقتهما أقوى من قبل. تعلّم سامي أن الوفاء بالوعد ليس مجرد كلمات، بل أفعال تثبت صدق النية. وأدرك أن الصداقة تقوم على المسؤولية والالتزام، وليس فقط على اللحظات السعيدة.
الصداقة الحقيقية تُختبر في المواقف الصعبة، وعندما يُخطئ أحد الأصدقاء، فإن الاعتراف بالخطأ والسعي لإصلاحه هو ما يجعل العلاقة أقوى. وهكذا، تعلّم سامي درسًا لن ينساه أبدًا: الصديق الحقيقي هو من يكون وفيًا بوعوده، حتى عندما تكون الظروف مغرية للتخلي عنها.