
بداية المشكلة
في أحد أحياء المدينة الهادئة، كان يعيش طفل يدعى سليم، يبلغ من العمر عشر سنوات. كان سليم ذكيًا، محبوبًا من معلميه، ويحب اللعب كثيرًا. ومع ذلك، كان لديه عادة سيئة جدًا وهي تأجيل واجباته المدرسية من يوم لآخر.
ففي كل مرة يقول: “سأبدأ بعد قليل”، ثم يتحول القليل إلى ساعات، والساعات إلى أيام، حتى تتراكم الواجبات والمهام عليه.
تأجيل وراء تأجيل… حتى وقعت الكارثة!
في البداية، لم يكن التأجيل يسبب له مشكلة كبيرة. بل على العكس، كان يشعر بالراحة المؤقتة لأنه يهرب من أداء المهام. ولكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تسوء.
فقد بدأ معلموه يلاحظون أن سليم لا يُسلّم واجباته في الوقت المحدد، كما أن درجاته بدأت تنخفض شيئًا فشيئًا.
ثم، وذات يوم، طلبت المعلمة من التلاميذ تسليم مشروع مهم جدًا. لكن، كعادته، لم يبدأ سليم في المشروع إلا قبل يوم واحد فقط! وعندما حاول إنجازه، شعر بالإرهاق والارتباك، وفشل في تسليمه في الوقت المحدد.
لحظة الندم… وقرار التغيير
بعدما تلقى سليم ملاحظة حادة من المعلمة أمام زملائه، شعر بالحزن الشديد. وبينما كان عائدًا إلى المنزل، ظل صامتًا طوال الطريق. وعندما دخل غرفته، جلس يفكر:
“لماذا يحدث لي هذا؟ لماذا لا أكون مثل أصدقائي الذين ينهون واجباتهم أولًا بأول؟”
عندها تذكّر جملة كان يسمعها كثيرًا من أبيه:
“الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك.”
وفجأة، شعر أن تلك الكلمات أصبحت واقعية ومؤثرة جدًا. لقد “قطع” الوقت أحلامه ودرجاته! ومن هنا، قرر سليم أن يبدأ صفحة جديدة.
خطة سليم الجديدة لتنظيم وقته
في اليوم التالي، جلس مع والدته وطلب مساعدتها في إعداد جدول يومي.
اتفقا على تخصيص وقت محدد لكل مهمة:
وقت للاستيقاظ والنوم.
وقت لأداء الواجبات.
وقت للراحة واللعب.
وقت لمراجعة الدروس قبل النوم.
وبفضل هذه الخطة، بدأ سليم يشعر بتحسن كبير. إذ أصبح ينهي واجباته قبل الموعد، ويتفرغ بعدها للعب دون قلق. كما بدأت درجاته بالتحسن، وأصبح من الأوائل في فصله.
النتيجة: النجاح ثمرة تنظيم الوقت
لم يمر وقت طويل حتى لاحظ الجميع التغير الكبير في سلوك سليم. فالمعلمة أثنت عليه، وزملاؤه بدأوا يسألونه عن سر نجاحه، ووالده قال له بفخر:
“أحسنت يا بُني، الآن عرفت كيف تُقاتل بسيف الوقت بدل أن يُقاتلك!”
درس لا ينسى
وهكذا، تعلّم سليم درسًا لا يُنسى، وهو أن التأجيل لا يجلب إلا القلق والفشل، بينما تنظيم الوقت يفتح أبواب النجاح والسعادة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح يردد دائمًا:
“سأقوم بواجبي الآن… لا غدًا!”