حدوتة جدتي:قصة دعوة في ليلة ممطرة
في إحدى الليالي الشتوية، كان سامي يجلس بجوار نافذته، يراقب قطرات المطر وهي تتساقط بهدوء على الزجاج. كان الجو باردًا، والسماء ملبدة بالغيوم، والرعد يلمع بين الحين والآخر. وبينما كان سامي يستمتع بهذا المنظر الجميل، سمع والديه يتحدثان عن فضل الدعاء في أوقات استجابة معينة، ومن بينها وقت نزول المطر.
قالت والدته: “المطر نعمة عظيمة، وهو من الأوقات التي يستجيب الله فيها الدعاء، لذلك علينا أن نستغل هذه اللحظات في طلب الخير من الله.”
نظر سامي إلى أمه ووالده بدهشة، ثم سأل: “هل حقًا يستجيب الله لنا إذا دعونا في هذا الوقت؟”
ابتسم والده وأجابه: “نعم، يا سامي، فالله يحب أن يسمع دعاء عباده، وخاصة عندما يكون لديهم يقين بأنه سيستجيب لهم.”
الدعاء تحت المطر
تأثر سامي بكلام والديه، وشعر برغبة شديدة في الدعاء، لكنه لم يكن متأكدًا مما يطلبه. فجأة، تذكر امتحانه القادم في الرياضيات، وهو المادة التي يجد فيها بعض الصعوبة. شعر بالخوف من الرسوب، فتوجه إلى غرفته، توضأ، ورفع يديه نحو السماء، وقال بإخلاص:
“يا الله، أنت القادر على كل شيء، أسألك أن تساعدني في امتحاني القادم، وأن تجعلني أفهم الدروس جيدًا، وأن أكون من الناجحين. يا رب، أنا أثق بك وأعلم أنك قريب وتسمعني.”
بعد أن أنهى دعاءه، شعر براحة عجيبة، وكأن حملًا ثقيلاً قد أُزيل عن قلبه.
لم يكن سامي يكتفي بالدعاء فقط، بل قرر أن يبذل جهده أيضًا. بدأ في مراجعة دروسه بتركيز أكبر، واستعان بوالده في فهم المسائل الصعبة. كما طلب من معلمه أن يشرح له الأجزاء التي لم يستوعبها جيدًا.
مرت الأيام، وجاء موعد الامتحان. دخل سامي قاعة الاختبار وهو يشعر بالثقة، لكنه كان متوترًا بعض الشيء. تذكر دعاءه في ليلة المطر، فاستعاذ بالله، وبدأ بحل الأسئلة بهدوء.
تحقق الدعاء ومفاجأة النجاح
بعد أسبوع، تم إعلان النتائج، وكان سامي مترددًا في النظر إلى نتيجته، لكنه استجمع شجاعته وفتح ورقة درجاته. لم يصدق عينيه! لقد حصل على درجة عالية لم يكن يتوقعها. قفز من الفرح وركض إلى والدته ليخبرها بالخبر السعيد.
قال لها بسعادة: “أمي! لقد نجحت وحصلت على درجة ممتازة! تذكري دعائي في ليلة المطر؟ لقد استجاب الله لي!”
احتضنته والدته وقالت: “الحمد لله يا سامي! لقد جمعت بين الدعاء والعمل، وهذا هو السر الحقيقي للنجاح.”
تعلم سامي درسًا مهمًا في هذه التجربة: الدعاء سلاح قوي، ولكن لا بد أن يرافقه العمل الجاد. فمن يتوكل على الله ويفعل ما عليه، يجد البركة والتوفيق في حياته.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سامي كلما رأى المطر يتساقط، يرفع يديه إلى السماء ويدعو، مؤمنًا بأن الله قريب ويستجيب لمن يدعوه بإخلاص.