حدوتة جدتي:قصة سارة تفي بوعدها
يعد الوفاء بالوعد من الصفات النبيلة التي يحثّ عليها الإسلام، فهو دليل على الصدق والأمانة وحسن الخلق. وقد قال الله تعالى: “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولًا” (الإسراء: 34)، مما يؤكد أن المسلم مسؤول عن وعوده أمام الله وأمام الناس.
سارة وصديقتها مريم
في أحد الأيام، كانت سارة تلعب بسعادة في حديقة منزلها عندما رنّ هاتفها. كان المتصل صديقتها مريم، التي بدت صوتها مترددًا وحزينًا. قالت مريم:
– “سارة، لقد واجهتُ صعوبة في حلّ واجب الرياضيات الذي سيطلبه المعلم غدًا، وقد وعدتِني أن تساعديني اليوم.”
تذكرت سارة على الفور وعدها لمريم، لكنها كانت مستمتعة جدًا باللعب مع إخوتها، فترددت للحظة. فكّرت: هل أترك اللعب وأساعدها، أم أستمر في الاستمتاع بوقتي؟
بعد لحظة من التفكير، قررت سارة أن تؤجل مساعدة مريم لبعض الوقت، وأجابت قائلة:
– “لا تقلقي، سأساعدك قريبًا، فقط أحتاج إلى القليل من الوقت.”
عادت سارة إلى اللعب، لكنها لاحظت أن ضميرها بدأ يؤنبها. كيف يمكن أن تؤجل مساعدة صديقتها بعد أن وعدتها؟ تذكرت حديث النبي ﷺ: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” (متفق عليه). أدركت أن الوفاء بالوعد ليس مجرد خيار، بل هو واجب أخلاقي وإسلامي.
قررت سارة ترك اللعب فورًا، واتصلت بمريم قائلة:
– “أنا آسفة لأنني تأخرت عليكِ، سآتي الآن لمساعدتك!”
فرحت مريم كثيرًا، وردّت بحماس:
– “شكرًا لكِ، كنت أعلم أنك لن تخذليني!”
أحضرت سارة حقيبتها وتوجهت إلى منزل مريم، حيث بدأتا في حلّ الواجب معًا. كانت مريم سعيدة جدًا لأن سارة أوفت بوعدها وساعدتها في الوقت المناسب.
بعد انتهاء الواجب، قالت مريم لسارة:
– “أنتِ حقًا صديقة رائعة! أعلم الآن أنني يمكنني دائمًا الاعتماد عليكِ.”
ابتسمت سارة، وشعرت بسعادة غامرة، لأنها لم تكتفِ فقط بإتمام وعدها، بل نالت حبّ وثقة صديقتها أيضًا.
تعلمت سارة درسًا مهمًا في ذلك اليوم: الوفاء بالوعد ليس مجرد التزام، بل هو قيمة عظيمة تعكس صدق الإنسان وتقوي العلاقات بين الناس. فالمسلم الحقيقي هو الذي يكون صادقًا في وعوده، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
عندما تعد شخصًا بشيء، لا تؤجله أو تتجاهله، لأن الوعد أمانة، والمسلم مسؤول عنه أمام الله والناس.