في إحدى القرى الجميلة، عاشت مريم، فتاة صغيرة تحب اللعب والاستكشاف، لكنها في الوقت نفسه، لم تكن تهتم كثيرًا بالصلاة. كلما سمعت الأذان، كانت تؤجل الصلاة، وأحيانًا تنساها تمامًا. ومع مرور الأيام، بدأت والدتها تشعر بالقلق عليها. لذلك، حاولت تذكيرها بأهمية الصلاة، ولكن مريم لم تكن تستجيب بسهولة، بل أحيانًا كانت تتحجج بأنها مشغولة بالدراسة أو اللعب.
هدية الجدة العزيزة
في أحد الأيام، وبعد تفكير طويل، قررت والدة مريم اصطحابها لزيارة جدتها، لعلها تجد طريقة لإقناعها. وعندما وصلت مريم إلى منزل الجدة، شعرت بالسعادة، فهي تحب جدتها كثيرًا، وتستمتع بالجلوس معها والاستماع إلى قصصها.
وبينما كانت الجدة تجلس على كرسيها الخشبي، نادت على مريم قائلة بلطف:
“مريم، لديّ لكِ هدية غالية جدًا على قلبي، وهي سجادة صلاتي التي استخدمتها لسنوات طويلة.”
تفاجأت مريم كثيرًا، لأنها لم تكن تتوقع أن تهديها الجدة شيئًا ثمينًا كهذا. وبعد لحظات من الصمت، سألتها بفضول:
“لكن لماذا تعطيني إياها؟”
ابتسمت الجدة بحنان وقالت:
“لأنني أريدكِ أن تشعري بما شعرت به طوال حياتي، فكلما صليتِ عليها، دعوت لكِ، وستشعرين ببركتها في حياتك.”
تجربة الصلاة على السجادة
منذ تلك اللحظة، شعرت مريم بشيء مختلف، وكأن شيئًا ما تغير في داخلها. وبعد فترة قصيرة، قررت أن تؤدي صلاتها على سجادة جدتها. وعندما وضعت جبهتها على السجادة أثناء السجود، شعرت براحة غريبة لم تشعر بها من قبل. كان إحساسًا يشبه العناق الدافئ الذي يملأ قلبها بالطمأنينة، وكأنها وجدت شيئًا مفقودًا في حياتها.
التغير التدريجي في حياة مريم
ومع مرور الأيام، بدأت مريم تحرص على الصلاة في وقتها، ليس فقط لأنها وعدت جدتها بذلك، ولكن أيضًا لأنها شعرت بالسعادة والراحة كلما صلت. وبشكل تدريجي، لاحظت والدتها التغيير، وفي أحد الأيام، سألتها باستغراب:
“أرى أنكِ لم تعودي تتكاسلين عن الصلاة، ما السر؟”
ابتسمت مريم وأجابت بسعادة:
“سجادة جدتي تجعلني أشعر أنني قريبة من الله، وأشعر بالراحة بعد كل صلاة!”
بركة الصلاة في حياة مريم
لم يقتصر تأثير الصلاة على راحة قلب مريم فحسب، بل أيضًا لاحظت أنها أصبحت أكثر هدوءًا وصبرًا، كما أن دراستها أصبحت أفضل، وعلاقتها بأسرتها ازدادت دفئًا. علاوة على ذلك، شعرت أن الصلاة لم تكن مجرد فرض، بل كانت مفتاحًا للسعادة والبركة في حياتها.
وكلما استمرت مريم في الصلاة، شعرت بأنها أكثر استقرارًا وسعادة. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت تتحدث مع صديقاتها عن تجربتها، وتخبرهن عن الشعور الرائع الذي تجلبه الصلاة.
وفي نهاية القصة، تعلمت مريم درسًا عظيمًا من سجادة جدتها، وهو أن الصلاة ليست مجرد عادة يومية، بل هي وسيلة للراحة والسلام الداخلي. ومنذ ذلك اليوم، لم تعد تفوّت أي صلاة، وأصبحت تدعو صديقاتها لأداء الصلاة، حتى يشعرن بنفس الراحة والسعادة التي شعرت بها.