قصة سر العصفور الجريء

حدوتة جدتي:قصة سر العصفور الجريء

كان سامي طفلًا لطيفًا وذكيًا، لكنه كان يخشى تجربة الأشياء الجديدة. كلما دعاه أصدقاؤه للعب لعبة جديدة أو تجربة طعام مختلف، كان يفضل البقاء في مأمن مما يعرفه.

في أحد الأيام، بينما كان جالسًا في الحديقة المجاورة لمنزله، لاحظ عشًا صغيرًا على إحدى الأشجار العالية. بداخله، كان هناك عصفور صغير يحاول الطيران لأول مرة.

لحظة اكتشاف العصفور الصغير

راقب سامي العصفور بحذر، فقد كان الصغير يرفرف بجناحيه لكنه لم يكن قادرًا على التحليق بعد. كانت والدته تحوم حوله، تشجعه وتصدر أصواتًا تحثه على المحاولة. ورغم ذلك، بدا العصفور مترددًا، تمامًا مثل سامي عندما يواجه شيئًا جديدًا.

المحاولة الأولى والسقوط

بعد بضع لحظات، قرر العصفور أخيرًا أن يقفز من حافة العش. ولكنه، ولسوء الحظ، لم يتمكن من التحليق وسقط على العشب بلطف. شعر سامي بالحزن من أجله، لكنه لاحظ أن العصفور لم يستسلم، بل بدأ يرفرف بجناحيه مرة أخرى، محاولًا النهوض.

كان المشهد مثيرًا للغاية، فالعصفور لم يتوقف عن المحاولة. في كل مرة يسقط، كان يحاول من جديد، وكأن لديه إيمانًا داخليًا بأنه سيتمكن من الطيران يومًا ما. في تلك اللحظة، شعر سامي بشيء غريب في داخله. هل يمكن أن يكون هذا العصفور الصغير أكثر شجاعة منه؟

بعد عدة محاولات، حدثت المعجزة! تمكن العصفور أخيرًا من التحليق، ولو قليلًا، قبل أن يهبط مجددًا. لكن هذه المرة، لم يكن سقوطه كالسابق، فقد كان أقوى وأقدر على التحكم في حركته. عندها، ابتسم سامي وقال في نفسه:
“إذا كان هذا العصفور يستطيع التغلب على خوفه، فلماذا لا أفعل أنا أيضًا؟”

قرر سامي أنه حان الوقت ليواجه مخاوفه. في اليوم التالي، عندما دعاه أصدقاؤه لتجربة ركوب الدراجة، لم يتردد هذه المرة. صحيح أنه تردد في البداية، لكنه تذكر العصفور الجريء، فشجّع نفسه وحاول. وبالفعل، نجح في الركوب بعد عدة محاولات!

منذ ذلك اليوم، تغيّرت حياة سامي. بدأ يخوض تجارب جديدة بشجاعة، ولم يعد يخشى الفشل، لأنه أدرك أن كل محاولة تجعله أقوى، تمامًا كما حدث مع العصفور الصغير

وهكذا تعلم سامي أن العالم مليء بالمغامرات الجميلة، ولكن فقط لمن يملك الشجاعة ليجرب