قصة سر نصيحة ماما – لماذا يجب أن نستمع لنصائح الأهل؟

حدوتة جدتي:قصة سر نصيحة ماما

الفصل الأول: صباح الحماس

استيقظ كريم ذات صباحٍ صيفي شديد الحرارة، وكانت الشمس قد بدأت تملأ السماء بأشعتها القوية. وبينما كان يرتّب حقيبته للخروج إلى النادي مع أصدقائه، دخلت أمه الغرفة وهي تحمل له زجاجة مياه باردة وكابًا أزرق.

قالت له بحزم وابتسامة:
– “خد الكاب ده، وحط كريم الشمس قبل ما تنزل. وكمان اشرب مياه كل شوية، الجو النهارده حر جدًا!”

لكن كعادته، كان كريم متحمّسًا للعب أكثر من الاستماع، فابتسم وهو يأخذ زجاجة المياه لكنه نسي الكاب والكريم الواقي.

قال في نفسه بثقة:
– “أنا مش صغير! يعني لو لعبت شوية في الشمس مش هيحصل حاجة.”

وهكذا، نزل دون أن يلتزم بأي من نصائح والدته.


الفصل الثاني: بداية المشاكل

قصة سر نصيحة ماما

وصل كريم للنادي، وهناك التقى بأصدقائه: “مالك”، “ياسين”، و”سارة”. بدأوا اللعب على الأرض الخضراء، ثم انتقلوا إلى ملعب الكرة، وبعدها إلى حمام السباحة.

مع مرور الوقت، بدأ التعب يظهر على كريم، ولكنه تجاهل الأمر. وبينما كان الجميع يستريح في الظل، أصرّ كريم على اللعب تحت الشمس المباشرة.

قال له ياسين:
– “تعالى اقعد شوية تحت الشجرة، شكلك تعبان.”
فأجابه كريم بعناد:
– “أنا تمام، انتوا بس بتخافوا من الحر!”

ولكن بعد نصف ساعة، بدأ يشعر بدوخة، وألم في الرأس، وجفاف في فمه. وقف بصعوبة، ثم سقط على الأرض.

ركضت سارة بسرعة للمدرب، الذي بدوره حمل كريم وأخذه إلى غرفة الإسعافات الأولية. وبعد الاتصال بوالدته، وصلت الأم وهي في غاية القلق.


الفصل الثالث: ليست أول مرة

عندما عادت الأم بكريم إلى المنزل، بدأت تتذكر مواقف أخرى تجاهل فيها نصائحها.

  • ففي الشتاء الماضي، خرج دون أن يرتدي الجاكيت، فعاد مصابًا بنزلة برد قوية.

  • وفي إحدى الرحلات المدرسية، نسي أن يضع وجبة خفيفة رغم تنبيه والدته، وبقي جائعًا طوال اليوم.

لكن هذه المرة، شعرت الأم أن الوقت قد حان ليتعلم كريم الدرس الحقيقي.

فقالت له بعد أن ارتاح قليلًا:
– “يا كريم، أنا مش بزعل لما تتعب، أنا بزعل لما تكرر نفس الغلط… كل مرة بتكابر، وكل مرة تتعب!”

رد كريم بنبرة ندم:
– “أنا كنت فاكر إن نصايحك علشان تمنعيني من اللعب… بس دلوقتي فهمت إنها علشاني.”


الفصل الرابع: التغيير الحقيقي

في الأيام التالية، تغيّر كريم كثيرًا. ففي كل مرة يخرج من البيت، كان يسأل أمه:
– “ألبس كاب؟ أحط كريم شمس؟ أخد معايا مياه؟”

حتى في المدرسة، صار يذكّر أصدقاءه بشرب الماء، ويطلب من معلمته الجلوس في الأماكن الظليلة.

وفي يوم من الأيام، أثناء التمرين في النادي، لاحظ كريم أن مالك يلعب تحت الشمس دون كاب أو مياه. اقترب منه وقال:
– “مالك، اسمع نصيحتي، الشمس النهاردة جامدة، تعال استريح شوية، أنا حصل لي موقف وحش قبل كده علشان تجاهلت كلام ماما.”

ضحك مالك وقال:
– “هو إنت بقيت زي الأمهات ولا إيه؟”
ضحك كريم وقال بثقة:
– “أنا بس بقيت أذكى!”

تعلّم كريم درسًا لن ينساه أبدًا، وهو أن الاستماع لنصائح الأهل مش ضعف، بل هو دليل ذكاء ومحبة لنفسك. فالأهل لا يقدمون النصيحة عبثًا، بل لأنها نابعة من تجربة وخوف صادق.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح كريم رمزًا بين أصدقائه للطفل المسؤول، وصار يكرر جملته الشهيرة:
“اسمع كلام مامتك، لأن مفيش حد هيحبك ويخاف عليك زيها!”


الدروس المستفادة من القصة:

  • الالتزام بنصائح الأهل يحمي الأطفال من المخاطر.

  • التجاهل المتكرر يؤدي إلى نتائج مزعجة وربما خطيرة.

  • التعلُّم من الأخطاء السابقة يجعل الطفل أكثر نضجًا.

  • المشاركة في النصيحة بعد التعلم تقوّي الوعي الجماعي بين الأصدقاء.