حدوتة جدتي:قصة سليم والصندوق الذكي

في إحدى القرى الهادئة الواقعة بين التلال الخضراء، كان هناك طفل يدعى سليم. على الرغم من صغر سنه، كان يمتلك فضولًا لا ينتهي تجاه كل ما حوله.
لم يكن سليم يكتفي بالألعاب كغيره من الأطفال، بل كان دائم التساؤل عن كيفية عملها، وغالبًا ما كان يفككها ليعيد تركيبها بطريقة جديدة.
ومنذ صغره، كانت والدته تقول له:
“أنت ترى الأشياء بعين مختلفة، وهذا سر المبدعين.”
ظهور المشكلة: موقف بسيط فتح باب الإبداع
ذات صباح، وفي طريقه إلى المدرسة، لاحظ سليم أن صديقه رامي نسي حقيبته. لم يكن هذا أول موقف من نوعه، بل كان تكرارًا لحوادث كثيرة تحدث يوميًا بين الأطفال. ومن هنا، بدأ سليم يفكر:
“هل يمكننا اختراع شيء يُساعدنا على تذكّر ما ننساه؟”
كانت هذه الفكرة بمثابة الشرارة التي أطلقت خيال سليم. وبينما اعتبر البعض أنها مجرد خيال طفل، إلا أن سليم قرر تحويلها إلى واقع ملموس.
طريق التجربة: خطوات مدروسة ومحاولات متعددة
أولًا، بدأ سليم في جمع الأدوات التي قد يحتاجها. استعان ببعض القطع من ألعاب قديمة، واستخدم سماعة من ساعة يد مكسورة، وبطارية صغيرة، وصندوقًا بلاستيكيًا. بعد ذلك، بدأ في تركيب الأجزاء خطوة بخطوة، مستخدمًا ملاحظاته وتجربته السابقة في الإلكترونيات البسيطة.
ورغم أن المحاولة الأولى فشلت، إلا أنه لم يشعر بالإحباط. بل على العكس، قال بهدوء:
“الفشل هو أول خطوة في طريق النجاح.”
ثم جرب مجددًا، وعدّل التصميم، حتى توصّل إلى نموذج أولي لصندوق صغير يصدر صوتًا إذا لم يتم وضع الأدوات الضرورية فيه، مثل حقيبة المدرسة أو زجاجة الماء.
مفاجأة المعرض: تقديم الابتكار إلى الجميع
في الوقت ذاته، أعلنت المدرسة عن معرض للابتكار العلمي للأطفال، فوجد سليم أنها فرصة ممتازة لعرض مشروعه. عمل على تحسين النموذج، وأضاف له رسالة صوتية قصيرة، وجهّز لوحة يشرح من خلالها الفكرة والخطوات.
وفي يوم العرض، وقف سليم أمام زملائه ومعلميه وشرح فكرته بثقة. قال:
“الصندوق الذكي هو وسيلة بسيطة لمساعدة الأطفال على تذكر حاجياتهم الأساسية، من خلال إصدار تنبيه صوتي في حالة النسيان.”
وقد أثار المشروع إعجاب الجميع، بل إن أحد المعلمين علّق قائلًا:
“هذا الابتكار قد يبدو بسيطًا، لكنه يعالج مشكلة يومية بذكاء وفعالية.”
النجاح والنتيجة: عندما يتحول الحلم إلى واقع
وفي نهاية المعرض، تم الإعلان عن فوز سليم بالمركز الأول. لم يكن الفوز مجرد تكريم، بل كان دافعًا كبيرًا له للاستمرار في طريق الابتكار. ومنذ ذلك اليوم، بدأ في تصميم مشاريع جديدة، مثل ساعة تُذكّر بشرب الماء، وأخرى تُساعد على تنظيم الوقت.