حدوتة جدتي:قصة “سيف وروتين النوم المفقود”
بداية القصة: بداية الإجازة… ونهاية الروتين
مع بداية فصل الصيف، كان سيف في قمة سعادته! فقد انتهت المدرسة، وتوقّف الاستيقاظ المبكر، ولم يعد هناك واجبات مدرسية تؤرقه مساءً.
وبينما كان والديه يحاولان الحفاظ على بعض النظام، إلا أن سيف – مثل كثير من الأطفال – استغل الحرية الكاملة في الاستيقاظ والنوم كما يشاء.
في البداية، بدا الأمر ممتعًا للغاية. إذ كان يسهر حتى منتصف الليل تقريبًا، يشاهد الرسوم المتحركة، أو يلعب على التابلت، أو يتحدث مع أصدقائه. لكن مع مرور الأيام، بدأ كل شيء يتغير… للأسوأ.
أعراض اضطراب النوم تظهر تدريجيًا
بعد أسبوعين تقريبًا، لاحظت والدته أن مزاج سيف بدأ يتقلب.
فمن جهة، أصبح سريع الغضب على غير العادة. ومن جهة أخرى، لم يعد نشيطًا في اللعب أو حتى عند زيارة الأقارب.
بالإضافة إلى ذلك، كان يستيقظ متأخرًا جدًا، ويفقد معظم وقت الصباح، مما أثر على طاقته ونشاطه اليومي.
والأغرب من ذلك، أن سيف بدأ يشعر بالتعب رغم أنه كان ينام لساعات طويلة!
لكن الحقيقة أن نومه لم يكن منتظمًا، ولم يكن عميقًا أو مريحًا.
الحديث مع سيف… ومحاولة الفهم
ذات مساء، قررت والدته أن تتحدث معه بهدوء، وقالت:
“يا سيف، ملاحظاك اليوم مش سعيد زي الأول، ومش بتلعب زي ما كنت، في حاجة مضايقاك؟”
رد سيف وهو يتثاءب: “مش عارف، حاسس إني تعبان طول الوقت، ومش عايز أعمل حاجة…”
ومن هنا، بدأت والدته تشرح له بلطف أن الجسم والعقل يحتاجان إلى روتين يومي للنوم، وأن السهر الدائم يسبب الإرهاق، حتى لو نام عدد ساعات طويلة.
كما أخبرته أن النوم في الليل يختلف تمامًا عن النوم صباحًا، لأن الجسم يفرز هرمونات الراحة أثناء الليل فقط.
خطة بسيطة لاستعادة روتين النوم
بعد أن اقتنع سيف جزئيًا، قررت والدته أن تبدأ معه خطة تدريجية:
أولًا، تم تقليل وقت الشاشة قبل النوم بساعتين على الأقل.
ثانيًا، بدأت تحكي له قصة كل مساء في وقت ثابت، مما ساعده على الاسترخاء.
ثالثًا، تم ضبط مواعيد النوم تدريجيًا، حتى يعود لينام في الساعة 10 مساءً.
وأخيرًا، تم تشجيعه على اللعب في الصباح بعد الاستيقاظ، مما ساعده على التخلص من الكسل.
ورغم أن البداية لم تكن سهلة، إلا أن سيف – بعد أسبوعين فقط – أصبح أكثر نشاطًا، وعاد للابتسام، بل وأصبح يستيقظ بنفسه في الصباح دون أن يُوقظه أحد!
النتيجة: نوم منتظم = طفل سعيد
في نهاية الشهر، لاحظت العائلة كلها الفرق الكبير في سلوك سيف.
فقد أصبح أكثر هدوءًا، وأكثر تركيزًا، وعاد للعب مع أصحابه بحماس.
ولأنه عاد إلى روتين النوم المنتظم، تحسّن مزاجه، واستعاد طاقته، بل وأصبح أكثر تعاونًا في البيت.
وهنا فهم سيف درسًا مهمًا:
“الحرية حلوة في الصيف، لكن بدون نظام، ممكن تبوّظ أجمل الأوقات!”
خلاصة القصة: كيف تحمي طفلك من اضطراب النوم في الصيف؟
لكي تحمي طفلك من اضطراب النوم، إليك بعض النصائح المفيدة:
حافظ على موعد نوم واستيقاظ ثابت قدر الإمكان.
قلّل من التعرض للشاشات قبل النوم.
اجعل روتين ما قبل النوم هادئًا وثابتًا.
حفّز طفلك على الاستيقاظ مبكرًا بنشاطات ممتعة.
لا تنس أن جودة النوم أهم من عدد ساعاته.