قصة فرحة العيد في قلب بسيط

حدوتة جدتي:قصة فرحة العيد في قلب بسيط

مع إشراقة صباح العيد، تتجدد الفرحة في قلوب الكبار والصغار على حدٍّ سواء. الكل يستعد بملابس جديدة، وزيارات عائلية، وحلوى العيد، لكن أحيانًا، تأتي السعادة من أماكن لم نتوقعها.

هذا ما حدث مع الطفل “مالك”، الذي أثبت أن البهجة لا تحتاج إلى مظاهر خارجية، بل تنبع من القلب.

قصة فرحة العيد في قلب بسيط

مالك والانتظار المختلف للعيد

كان “مالك” طفلًا في التاسعة من عمره، يعيش مع أسرته في حيّ شعبي بسيط. وعلى الرغم من أن والده يعمل بجد، فإن الظروف المادية للأسرة لم تسمح لهم هذا العام بشراء ملابس جديدة للعيد. ومع ذلك، لم يظهر الحزن على وجه مالك، بل استمر في مساعدة والدته في تنظيف المنزل، وتزيينه بورق ملوّن صنعه بنفسه.

ومع اقتراب موعد العيد، لاحظ أصدقاؤه في الحي أنه لم يشترِ ملابس جديدة مثلهم، فسأله أحدهم بتعجّب:
“مالك، ألم تذهب مع والدك لشراء بدلة العيد؟”

ابتسم مالك وقال:
“هذا العام قررنا أن نحتفل بروحنا، لا بملابسنا. العيد في القلب، وليس في القماش.”

صباح العيد: بداية يوم استثنائي

حين أذن المؤذن لصلاة العيد، استيقظ مالك مبكرًا، وارتدى ملابسه النظيفة والمكوية بعناية، رغم أنها ليست جديدة. وبعد أن صلى مع والده، عاد إلى الحي ومعه كيس صغير مليء بالبالونات، وزجاجة فقاعات، وبعض الحلوى المغلفة.

وبينما انشغل الأطفال في استعراض ملابسهم، بدأ مالك ينفخ البالونات ويوزعها على أطفال الحيّ الأصغر سنًا. ثم نادى أصحابه وقال لهم:
“ما رأيكم أن نلعب سويًا وننشر الفرح في الشارع؟”

من البهجة إلى التأثير

في البداية، تردد الأطفال، ثم اقتربوا منه واحدًا تلو الآخر. شيئًا فشيئًا، نسي الجميع أمر الملابس، واندمجوا في اللعب والضحك، وبدأ الأهالي يخرجون من بيوتهم يبتسمون لما يشاهدونه.

ولأن مالك كان قد صنع بطاقات صغيرة كتب عليها “عيد سعيد”، وزّعها على الجيران، فأحس كل من استلم بطاقة بفرحة خاصة، وكأن العيد اكتمل بتلك الكلمات البسيطة.

نهاية اليوم ودروس لا تنسى

مع غروب شمس يوم العيد، جلس الأطفال يتحدثون عمّا أعجبهم في هذا اليوم. قالت سلمى، إحدى جاراته:
“أجمل شيء في هذا العيد هو الألعاب والضحك اللي عملناهم مع مالك. نسيت إن لبسي قديم أو جديد.”

ابتسم مالك وقال بهدوء:
“لو كل واحد فينا فَرَّح اللي حواليه، العيد هيكون أحلى بكتير من أي لبس جديد.”

الرسالة الأخلاقية من القصة

في نهاية المطاف، ندرك أن فرحة العيد لا تُقاس بثمن الملابس، ولا بعدد الهدايا، بل تُقاس بكمية الحب والبساطة التي نشارك بها الآخرين. وهكذا، قدّم الطفل “مالك” درسًا عمليًا في الرضا، وعلم أصدقاءه أن المقارنات لا تجلب سوى الحزن، أما الامتنان فيجلب الفرح والسلام الداخلي.

 لماذا نحتاج إلى قلوب بسيطة؟

تعلمنا قصة “فرحة العيد في قلب بسيط” أن السعادة لا تحتاج إلى تكلّف، بل إلى قلب نقي وروح متسامحة. ومن خلال كلمات بسيطة وأفعال صادقة، يمكن لأي طفل أن يصنع عيدًا لا يُنسى، له ولمن حوله