قصة قوة الكلمة الصغيرة

حدوتة جدتي:قصة قوة الكلمة الصغيرة

البداية: الطفل اللطيف دائمًا

كان زياد طفلًا مهذبًا، يحب أصدقاءه ويساعدهم دائمًا. في كل مرة يطلب منه أحدهم شيئًا، يوافق دون تردد، حتى لو لم يكن مرتاحًا لذلك. فمثلًا، إذا طلب صديقه “آدم” استعارة قلمه المفضل، يعطيه إياه فورًا، وإن طلبت “ندى” أن يجلس في مكانه المفضل، يقوم بلا نقاش.

لكن، مع مرور الوقت، بدأ زياد يشعر بالتعب. إذ لم يعد لديه الوقت الكافي لأداء واجباته، ولم يكن سعيدًا كما كان من قبل. ومع ذلك، استمر في الموافقة على كل ما يُطلب منه لأنه خاف أن يغضب منه أحد.

قصة قوة الكلمة الصغيرة

تصاعد الأحداث: الموقف الصعب

ذات يوم، وبعد انتهاء الحصة الأخيرة، جاء “سيف”، أحد زملاء الصف، واقترب من زياد وقال له:
“يا زياد، عندي فكرة! تعال نخرج من المدرسة قبل الحصة الخاصة، ما رأيك؟ سنذهب إلى السوق ونشتري حلوى ونعود قبل أن يلاحظ أحد غيابنا.”

تردد زياد كثيرًا… لم يكن مرتاحًا أبدًا للفكرة، لكنه كما اعتاد، كاد أن يوافق. لكن في تلك اللحظة، تذكّر والدته التي حذرته من مغادرة المدرسة دون إذن، وتذكّر أيضًا معلمته التي كانت دائمًا تقول: “لا تفعل شيئًا لا تشعر أنه صواب، حتى لو طلبه صديقك.”

لحظة التغيير: الشجاعة في قول “لا”

وفجأة، تنفّس زياد بعمق، ونظر إلى سيف وقال بصوت هادئ وواثق:
“أنا آسف يا سيف، لا أستطيع أن أخرج من المدرسة. هذا خطأ، وأنا لا أشعر بالارتياح تجاهه.”

تفاجأ سيف وقال مستهزئًا: “أنت جبان!”
لكن زياد لم يتراجع. ابتسم وقال: “الجبن هو أن أوافق على شيء خطأ فقط لأرضي غيري. أما الشجاعة فهي أن أقول لا عندما يجب.”

النتيجة: تقدير الذات واكتساب الاحترام

رغم أن سيف ابتعد غاضبًا، شعر زياد بالراحة. ولأول مرة، شعر بأنه قوي وواثق. وعندما عادت المعلمة إلى الفصل، أخبرته أن سيف تغيّب عن الحصة وتم الاتصال بوالديه.

بعد الحصة، اقتربت “ندى” من زياد وقالت له:
“أنا سمعتك تقول لا لسيف، بصراحة أعجبتني شجاعتك. أنا أيضًا كثيرًا ما أوافق على أشياء لا أحبها، وأفكر أن أبدأ في قول لا مثلما فعلت.”

ابتسم زياد، وقال: “أنا تعلّمت اليوم أن قول لا مش دائمًا شيء سيء، بالعكس، هو مهم علشان أحمي نفسي وأكون صادق مع مشاعري.”

منذ ذلك اليوم، بدأ زياد يستخدم كلمة “لا” عندما يحتاج إليها. لم يصبح عدائيًا، ولم يتوقف عن مساعدة أصدقائه، لكنه أصبح يوازن بين احتياجاته ورغبات الآخرين.

وبالتالي، فهم أن اللطف لا يعني الموافقة دائمًا، وأن احترام الذات يبدأ من معرفة متى يجب أن نقول: “لا.”


الدروس المستفادة من القصة

  • من المهم أن يكون الطفل مهذبًا، لكن الأهم أن يعرف حدوده.

  • قول “لا” لا يعني الوقاحة، بل هو جزء من حماية النفس.

  • لا يجب أن نرضي الآخرين على حساب راحتنا أو مبادئنا.