حدوتة جدتي:قصة: “ليلى واحترام الكبير”
بداية القصة: فتاة مهذبة تحترم الجميع
في قريةٍ صغيرةٍ وادعة، كانت تعيش فتاة تُدعى ليلى، عُرفت بين أهل قريتها بالأدب والاحترام، لا سيما احترامها للكبار. فقد علّمتها والدتها منذ الصغر أن احترام من هم أكبر سنًا هو دليل على الأخلاق الطيبة، وأنه لا يُنقص من قدر الإنسان، بل يرفعه.
كانت ليلى لا تمر على جارٍ مسنّ أو جدة عجوز دون أن تُلقي التحية، وتسأل عن حالهم، وتعرض المساعدة إن لزم الأمر. ولذلك، أحبها الجميع، وبادلوها التقدير والمحبة.
الموقف الذي كشف المعنى الحقيقي للاحترام
وذات يوم، وبينما كانت ليلى في طريقها إلى المدرسة، رأت رجلاً مسنًا يحاول عبور الطريق، وكانت السيارات تمر بسرعة، وهو يقف مترددًا، ينظر إلى الجانبين ولا يجرؤ على التحرك.
وبدون تردد، اقتربت منه وقالت بأدب:
“هل تسمح لي بمساعدتك في عبور الطريق يا عمّي؟”
ابتسم الرجل وقال:
“بارك الله فيك يا ابنتي، نعم أرجو ذلك.”
أمسكت ليلى بيده برفق، ونظرت جيدًا إلى الطريق، ثم سارت معه ببطء حتى وصلا إلى الجهة الأخرى. وعندما شكرها، ردّت قائلة:
“هذا أقل ما يمكن فعله، لقد أوصانا ديننا وأهلنا باحترام كبار السن.”
نتائج الموقف وآثاره
حين وصلت ليلى إلى المدرسة، كانت المعلمة قد سمعت بالقصة من إحدى الأمهات التي شاهدت الموقف. في بداية الحصة، نادت المعلمة على ليلى، وقالت أمام الفصل كله:
“اليوم لدينا مثال حيّ على احترام الكبير، ليلى تصرفت بتواضع وأدب، وهي نموذج يجب أن يُحتذى به.”
صفّق لها زملاؤها بحرارة، ولم تكن ليلى تتوقع هذا الاهتمام، لكنها شعرت بالفخر لأنها فعلت ما يمليه عليها ضميرها.
أهمية احترام الكبير في حياتنا اليومية
إن ما فعلته ليلى لم يكن أمرًا خارقًا، ولكنه كان تصرفًا بسيطًا ترك أثرًا كبيرًا. فالاحترام لا يُقاس بحجم الفعل، وإنما بصدق النية ونبل المقصد. وكما نُعامل الكبار اليوم، سيُعاملنا من بعدنا عندما نكبر.
ومن خلال هذه القصة، نتعلم أن احترام الكبير لا يعني فقط أن نساعده عند الحاجة، بل يعني أيضًا أن نستمع إليه، وأن لا نقاطعه أثناء الحديث، وأن نظهر له التقدير في كل وقت.
في نهاية المطاف، أصبحت ليلى قدوة لزملائها، وكل من يعرفها تعلم منها درسًا مهمًا. فمهما تقدّمت التكنولوجيا وتغيرت العادات، يبقى الاحترام قيمة ثابتة، تُحافظ على إنسانيتنا وتُظهر أجمل ما فينا.
فلنجعل من احترام الكبار عادةً يومية، نغرسها في قلوبنا وقلوب أطفالنا، لأن المجتمعات التي تُكرم كبارها، هي المجتمعات التي تسير بثقة نحو مستقبلٍ أفضل