حدوتة جدتي:قصة مريم والبيت السعيد
بداية إدراك المسؤولية
في أحد صباحات الربيع الدافئة، استيقظت الطفلة مريم مبكرًا على أصوات العصافير التي كانت تغرد قرب نافذتها. وكعادتها اليومية، توجهت إلى المطبخ لتجد والدتها مشغولة في تحضير الإفطار، وتنظيم الطاولة، وترتيب الأغراض.
وبينما كانت تحتسي كوب الحليب الدافئ، لاحظت مريم أن والدتها تقوم بعدة مهام في وقتٍ واحد، ويبدو عليها بعض الإرهاق. في تلك اللحظة، بدأت مريم تشعر بأن هناك شيئًا غير مريح.
حوار بسيط غير الكثير
عقب الانتهاء من تناول الطعام، جلست مريم بجوار والدتها وقالت بلطف:
“أمي، لماذا تقومين بكل هذه المهام وحدك؟ ألا تشعرين بالتعب؟”
أجابت الأم بابتسامة هادئة:
“بالطبع أشعر بالتعب أحيانًا، ولكن هذه من مسؤولياتي كأم.”
كان لهذا الرد وقع خاص على مريم، إذ بدأ بداخلها شعور بالاهتمام والرغبة في المشاركة.
بداية المشاركة الفعلية
في اليوم ذاته، قررت مريم أن تبدأ بالمساعدة. كانت أولى محاولاتها بسيطة، فقد قامت بمحاولة ترتيب سريرها. وعلى الرغم من أن النتيجة لم تكن مثالية، إلا أن والدتها شكرتها على المحاولة، وأثنت على رغبتها في المساعدة.
ومن ثم، شجّعها هذا التقدير على تجربة مهام إضافية، مثل مسح الطاولة بعد الغداء، رغم وقوع بعض الأخطاء الطفيفة.
تطور ملحوظ مع مرور الوقت
مع مرور الأيام، بدأت مهارات مريم تتحسن تدريجيًا. أصبحت تقوم بترتيب المائدة قبل وجبات الطعام، وتمسح الطاولة بعد الانتهاء، بل وتقوم بترتيب غرفتها دون أن يُطلب منها ذلك.
تدريجيًا، تحولت المساعدة من مجرد تجربة إلى عادة يومية تفتخر بها.
الشعور بالفخر والمسؤولية
في أحد الأيام، شعرت الأم بالتعب وخلدت إلى الراحة قليلًا. وخلال ذلك الوقت، تولت مريم بعض المهام اليومية بنفسها، مثل ترتيب الغرفة وتحضير الشاي وغسل الأطباق البلاستيكية.
وعندما استيقظت الأم، تفاجأت بما قامت به مريم، وعبّرت عن امتنانها الكبير. حينها، شعرت مريم بشعور جميل لم تعهده من قبل: الفخر بتحمل المسؤولية.
الدروس المستفادة من القصة
تبرز هذه القصة كيف يمكن للطفل أن يتعلّم من خلال التجربة المباشرة أهمية التعاون داخل الأسرة. ومن خلال مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية، فإنهم:
يكتسبون الإحساس بالمسؤولية.
يتعلمون احترام وتقدير مجهود الوالدين.
يعززون روح التعاون والانتماء الأسري.
أصبحت مريم مثالًا يحتذى به بين أصدقائها، فقد تعلمت أن المسؤولية ليست حكرًا على الكبار فقط، بل يمكن للصغار أن يكون لهم دور فعال داخل المنزل. وبفضل دعم والدتها وتشجيعها، أصبحت المساعدة جزءًا من حياة مريم اليومية.