قصة مغامرة آدم في نشر الخير -ثالث يوم رمضان

حدوتة جدتي:قصة مغامرة آدم في نشر الخير

مع إشراقة صباح ثالث يوم رمضان، استيقظ آدم مبكرًا وهو يغمره الحماس، فقد كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ليشارك والدته في تحضير وجبات الإفطار للمحتاجين.

بالنسبة له، لم يكن رمضان مجرد شهر للصيام، بل كان مناسبة عظيمة لنشر الخير والعطاء. وبينما كانت والدته منشغلة بتجهيز الطعام، راودت آدم فكرة مختلفة تمامًا.

التفت إلى والدته بحماس قائلاً: “ماما، ماذا لو أضفنا شيئًا خاصًا للأطفال في هذه الوجبات؟ ربما قطعة حلوى أو لعبة صغيرة؟”

ابتسمت والدته برفق وأجابته: “فكرة رائعة، لكن علينا أولًا أن نعرف ما يمكننا إضافته في حدود إمكانياتنا.”

في تلك اللحظة، قرر آدم أن يبدأ مغامرته الخاصة، لكنه تساءل: كيف يمكنه العثور على شيء مميز يجعل الأطفال سعداء؟

رحلة البحث عن الإضافة المميزة

قصة مغامرة آدم في نشر الخير

بعد صلاة العصر، خرج آدم مع والده متوجهين إلى السوق، حيث كان الشارع يعج بالحركة والنشاط. وبينما كان يتجول بين المحلات، لفتت انتباهه أكياس من التمر المغلف بأشكال جميلة. حينها، تذكر أن التمر من سنن الإفطار، ففكر أنه سيكون إضافة رائعة للصناديق. ومع ذلك، شعر أن هناك شيئًا آخر لا يزال ينقص، شيء من شأنه أن يجعل الأطفال يبتسمون حقًا.

وبينما كان يتجول في أحد المتاجر، رأى ركنًا مليئًا بالبالونات الملونة الصغيرة. عندها، لمع في ذهنه خاطر رائع: الأطفال سيحبون هذه البالونات بالتأكيد! لم يتردد لحظة، بل أخرج حصّالته الصغيرة واشترى منها بعض الأكياس القليلة، وهو يشعر بسعادة غامرة لأنه سيتمكن من رسم البهجة على وجوه الآخرين.

تحضير الصناديق وتوزيعها

ما إن عاد آدم إلى المنزل، حتى بدأ على الفور بمساعدة والدته في تجهيز الصناديق. بترتيب دقيق، وضع كل شيء بعناية: الطعام اللذيذ، التمر المغلف، والبالونات الصغيرة الملونة. وكلما وضع بالونة في أحد الصناديق، تخيل الابتسامة التي ستظهر على وجه الطفل الذي سيحصل عليها.

وبحلول وقت الإفطار، انطلق آدم مع والده وأفراد العائلة إلى الحي المجاور، حيث تعيش بعض الأسر المحتاجة. وبينما كانوا يوزعون الصناديق، لاحظ آدم نظرات الدهشة والفرح في أعين الأطفال. ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما فتح أحد الأطفال الصندوق وقال باندهاش: “هذه أول مرة أحصل فيها على هدية في رمضان!”

في تلك اللحظة، شعر آدم أن قلبه يمتلئ بالسعادة. لم يكن يتوقع أن شيئًا بسيطًا مثل بالونة يمكن أن يجلب هذه الفرحة الكبيرة.

في طريق العودة إلى المنزل، شعر آدم أنه قام بعمل مميز هذا اليوم. لم يكن الأمر مجرد توزيع وجبات إفطار، بل كان الأمر أعمق من ذلك بكثير، فقد كان ينشر السعادة في قلوب الآخرين. التفت إلى والده وقال: “أبي، اليوم تعلمت أن العطاء ليس مجرد تقديم ما لدينا، بل يتعلق أكثر بإضافة لمسة تجعل الآخرين يشعرون بالسعادة.”

ابتسم والده وربت على كتفه بحنان، ثم قال: “هذا هو جوهر رمضان يا آدم، أن نزرع الخير في قلوبنا ونجعل العطاء أسلوب حياة.”

عند عودته إلى المنزل، شعر آدم بالفخر الشديد. كانت مغامرته الرمضانية هذه مليئة بالتحديات، لكنها انتهت بابتسامة كبيرة على وجوه الأطفال، مما جعله يدرك أن كل فعل خير، مهما كان بسيطًا، يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا.

ومنذ ذلك اليوم، قرر آدم أن يجعل كل رمضان مغامرة جديدة في العطاء والخير. فترى، ما هي المغامرة القادمة التي سيخوضها في الأيام المقبلة؟ ربما ستكون أكثر إثارة، وربما ستحمل في طياتها مفاجآت أجمل!