قصة مغامرة سلمى بين الكتب

حدوتة جدتي:قصة مغامرة سلمى بين الكتب

في صباح يوم مشمس، وبينما كانت العصافير تزقزق في الحديقة، جلست سلمى بجانب النافذة تنظر إلى الشارع وهي تشعر بالملل.

لم يكن هناك شيء مشوّق لتفعله، فقد أنهت كل واجباتها المدرسية، ولم يكن أحد من أصدقائها متاحًا للعب.في البداية، فكرت سلمى أن تشاهد التلفاز، لكن أمّها اقترحت عليها فكرة مختلفة قائلة:
– “ما رأيك يا سلمى أن تزوري المكتبة وتبحثي عن كتاب ممتع تقرئينه؟”
في البداية، ترددت سلمى قليلًا، فهي لم تكن من محبي القراءة، ولكن بعد تفكير، قالت لنفسها: “لمَ لا؟ سأجرب.”

دخول عالم الكتب

عندما دخلت سلمى المكتبة، اندهشت من عدد الكتب والألوان الزاهية التي تملأ المكان. كل رف يحكي قصة، وكل غلاف يدعوها لاكتشاف سرٍّ بداخله. ثم، وقع نظرها على كتاب بعنوان “مدينة الحكايات العجيبة”، وكان الغلاف مرسوماً عليه حصان طائر وطفل يبتسم.

فقالت بفضول: “يبدو هذا الكتاب مشوقًا، سأبدأ به.”

بداية التغيير

في الواقع، ما إن جلست وبدأت تقرأ، حتى شعرت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر. فجأة، وجدت نفسها وسط غابة سحرية، تتحدث فيها الأشجار وتغني العصافير، وهناك طفل شجاع يبحث عن كنز المعرفة.

وهكذا، أصبحت سلمى مندمجة تمامًا في القصة. كلما قلبت صفحة، زادت رغبتها في معرفة ما سيحدث لاحقًا. بل وأكثر من ذلك، بدأت تشعر أن الوقت يمرّ بسرعة، دون أن تشعر بالملل الذي لازمها في الصباح.

مع مرور الأيام، لم تعد سلمى تنتظر اقتراح أمها. بل على العكس، أصبحت هي من تطلب الذهاب إلى المكتبة كل أسبوع. في بعض الأحيان، كانت تختار كتبًا عن الحيوانات، وأحيانًا أخرى عن الفضاء، وأحيانًا تقرأ القصص الخيالية التي تنمّي خيالها.

وعلاوة على ذلك، بدأت سلمى تلاحظ تغيّراً في نفسها. فقد صارت أكثر معرفة، وزادت كلماتها الجديدة، وصار التعبير عن أفكارها أسهل.

في أحد الأيام، اقترحت سلمى على صديقاتها في الفصل إنشاء نادٍ صغير للقراءة. وفعلاً، كل أسبوع يجتمعن ويتبادلن الكتب والقصص. وبهذه الطريقة، لم تصبح القراءة مجرد هواية فردية، بل تحوّلت إلى نشاط جماعي ممتع.

وفي نهاية المطاف، أدركت سلمى أن القراءة ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي أبواب تفتح لنا عوالم لا حدود لها. من خلال القراءة، يمكننا أن نسافر دون حقيبة، ونلتقي بشخصيات خيالية، ونتعلم من تجارب الآخرين.

وهكذا تعلمت سلمى أن كل كتاب يحمل مغامرة، وكل صفحة تحمل درسًا، وكل قارئ يمكن أن يصبح بطلًا في قصته الخاصة.

الدرس المستفاد من القصة:

من خلال قصة “مغامرة سلمى بين الكتب”، يمكننا أن نستخلص درسًا بالغ الأهمية، وهو أن القراءة ليست مجرد نشاط وقت فراغ، بل هي في الواقع مفتاح لاكتشاف الذات، وتوسيع المدارك، وتنمية الخيال.

إذ أن سلمى، ورغم ترددها في البداية، اكتشفت أن كل كتاب تقرأه يمنحها تجربة جديدة. وبالتالي، أصبح من الواضح أن القراءة لا تشبع الفضول فقط، وإنما تنمّي الثقة بالنفس، وتُحسّن التعبير، وتُعزز التواصل مع الآخرين.

علاوة على ذلك، يتضح لنا أن مشاركة الكتب مع الآخرين، كما فعلت سلمى مع صديقاتها، يُسهم في خلق بيئة تشجّع على التعلم الجماعي والحوار البنّاء.

إضافةً إلى ما سبق، تظهر القصة أن القراءة قد تكون في البداية غير محببة للبعض، ولكن مع التجربة والتوجيه الصحيح، سرعان ما تتحوّل إلى شغف لا يقاوَم.