قصة نور والعيد الكبير رحلة قلبها لصلة الرحم

حدوتة جدتي:قصة نور والعيد الكبير رحلة قلبها لصلة الرحم

بداية الحكاية: نور وخطط العيد في المدينة

كانت الطفلة نور تنتظر عيد الأضحى هذا العام بفارغ الصبر. فقد اتفقت مع صديقاتها في المدرسة أن يحتفلن معًا في أول أيام العيد. خططن للذهاب إلى الملاهي، وتناول الآيس كريم، والتقاط الصور، وشراء الألعاب من السوق الشعبي. كانت نور تشعر بالحماس الشديد، خاصة أنها اختارت ملابس جديدة خصيصًا لهذا اليوم.

ولكن، وقبل العيد بيوم واحد فقط، جاء والدها ليقول:
“نور، حضّري حقيبتك، غدًا نسافر إلى القرية، سنقضي العيد مع جدك وجدتك.”
نظرت إليه بدهشة وقالت: “إزاي؟! أنا كنت ناوية أخرج مع أصحابي!
ابتسم والدها وقال: “العيد مش ألعاب وفسح بس، العيد كمان صلة رحم ولمّة عيلة.”

الرحلة إلى القرية: بداية المغامرة

في صباح اليوم التالي، ورغم أنها كانت حزينة بعض الشيء، جلست نور بجانب والدها في السيارة. كانت تمسك هاتفها ولا تنطق بكلمة. ولكن، ومع مرور الوقت، بدأت تستمتع بمنظر الأشجار، والهواء النقي، والحيوانات التي تراها على جانبي الطريق.

فجأة، مرّ بجانبهم قطيع من الغنم، فابتسمت نور لأول مرة وقالت:
“بابا، ده شكلهم لطيف أوي!”
رد والدها: “يمكن نختار واحد منهم لأضحية جدك.”

في بيت الجد: مشاعر دافئة وأجواء مختلفة

عندما وصلوا، فتحت الجدة الباب وهي تضحك وقالت:
“أخيرًا نورتينا يا نور! وحشتيني أوي!”
ثم جاء الجد، يحمل سلة مليئة بالرطب والتين، وقال لها:
“العيد جه، والنور جه معاه.”

دخلت نور إلى البيت وشعرت بالدهشة:

  • أصوات الأولاد تملأ المكان.

  • الرائحة الزكية تفوح من المطبخ.

  • زينة العيد تزين جدران الغرف.

أول مفاجأة: أبناء العم والخالة

لم تمر ساعة، حتى جاء أولاد عمها وخالتها، بعضهم في عمرها، وبعضهم أصغر.
بدأوا يتحدثون عن لعبة الكنز المفقود التي سيلعبونها في الحديقة الخلفية. في البداية، ترددت نور، ولكن عندما وجدت أنهم يضحكون ويمرحون، شاركت معهم.
فازت نور بالجولة الأولى!
ضحك الجميع، وقال أحدهم: “نور مش ساكنة في المدينة على الفاضي!

صلاة العيد: لحظة مميزة

في الصباح التالي، ارتدت نور فستانها الجديد، وذهبت مع والدها إلى صلاة العيد.
رأت الناس يتصافحون، يضحكون، ويهتفون “كل عام وأنتم بخير”، وكان الأطفال يحملون بالونات، والكبار يتبادلون التهاني.
بعد الصلاة، تناولوا الكعك الساخن من الجدة، وشربوا الشاي بالنعناع في فناء المنزل.

لحظة الأضحية: فهم جديد

حين جاء وقت ذبح الأضحية، شعرت نور بالخوف في البداية، ولكن والدها جلس بجانبها وقال:
“الرحمة بالحيوان واجبة يا نور، ولكن الأضحية سنة عظيمة فيها طاعة وبركة.”
فجلست تراقب من بعيد، ثم بدأت تساعد في توزيع اللحم مع الجدة.

ذهبت العائلة إلى بيت الجارة العجوز، وقدّموا لها طبقًا كبيرًا من اللحم والفطائر.
قالت الجارة بصوت مرتعش:
“جزاكم الله خيرًا، أنتم أهلي وسندي.”
تأثرت نور بشدة، وفهمت حينها كيف أن صلة الرحم لا تقتصر فقط على الأقارب، بل تشمل الجيران والمحتاجين أيضًا.

سهرة العيد: حكايات وضحك

في الليل، اجتمعت العائلة حول المدفأة في الحديقة، وبدأ الجد يحكي قصصًا من زمن الطفولة.
ضحك الأطفال كثيرًا، وسألت نور بفضول:
“جدو، كنت شقي زيي؟”
ضحك الجد وقال: “يمكن أكتر شويّة!”

أحضرت الجدة صينية الكعك والعصير، وبدأت المسابقة بين الأولاد: من يحكي نكتة تضحك الجميع؟
كانت سهرة دافئة مليئة بالحب والضحك والذكريات.

في اليوم الثالث للعيد، قالت نور لوالدها وهي تحتضنه:
“بابا… أنا عايزة أجي كل عيد هنا، حسيت إن العيد في القرية ليه طعم مختلف.”
أجابها والدها مبتسمًا: “يا نور، هذا هو معنى صلة الرحم، هي اللي بتخلي العيد عيد بجد.”