قصة حنين والالتزام

                                 قصة حنين والالتزام
في إحدى القرى الصغيرة، كانت هناك فتاة صغيرة تدعى حنين. كانت حنين تحب اللعب كثيرًا، وكانت دومًا متحمسة لمقابلة أصدقائها والذهاب في مغامرات معهم. ولكن كان لديها مشكلة كبيرة؛ فهي لم تكن تلتزم بواجباتها المدرسية ولا بمواعيدها. كانت دائمًا تؤجل الأمور إلى آخر لحظة وتنسى أشياء مهمة، وهذا جعلها تشعر أحيانًا بالحزن لأنها لم تحقق ما كانت تأمله

حنين

في يوم من الأيام، جاء المعلم إلى الصف ليعلن عن مسابقة دراسية كبيرة كانت المسابقة فرصة عظيمة لكل الطلاب ليثبتوا مهاراتهم في الدراسة. كان المعلم يوجه دعوة للطلاب لكي يلتزموا بالتحضير الجيد لهذه المسابقة، وقال: “الفائز في هذه المسابقة سيحصل على جائزة كبيرة، ولكن فقط الذين يلتزمون بالتحضير الجيد سيحققون النجاح”. كانت حنين متحمسة للفكرة، ولكنها لم تكن ملتزمة بما يكفي للتحضير.

بدلاً من أن تبدأ حنين في الدراسة، قررت أن تذهب للعب مع أصدقائها في الحديقة. “أعتقد أنني سأدرس بعد قليل”، قالت لنفسها. لكن الوقت مر بسرعة، وسرعان ما أصبح المساء. وعندما قررت حنين أخيرًا البدء في الدراسة، كان الوقت قد تأخر ولم تستطع مراجعة كل المواد كما كانت تأمل.

في اليوم التالي، ذهبت حنين إلى المدرسة، وكانت تشعر بالقلق والخوف. كانت المسابقة قريبة، وهي لم تدرس بما فيه الكفاية. وعندما بدأت المسابقة، شعرت أن الأسئلة كانت أصعب من المتوقع، ولم تتمكن من الإجابة على بعضها. شعرت بالحزن الشديد، ولكنها قررت أن تتعلم من هذا الموقف.

في الأيام التالية، كانت حنين تراقب أصدقائها وهم يدرسون بجد ويؤدون واجباتهم في الوقت المحدد. “لماذا يبدو عليهم أنهم منظمون دائمًا؟”، تساءلت حنين. كان أصدقاؤها يلتزمون بالمواعيد وينجزون أعمالهم بسرعة، بينما كانت هي تضيع الوقت.

ثم جاء أخو حنين الكبير، الذي لاحظ ما تمر به وقال لها: “حنين، الالتزام ليس مجرد فعل، بل هو طريقة حياة. إذا أردت أن تحققي نجاحًا، عليك أن تبدأ بتعلم الالتزام، سواء كان في الدراسة أو في حياتك اليومية.” حاولت حنين أن تفهم معنى كلامه. وقررت أن تبدأ التغيير.

في اليوم التالي، قررت حَنين أن تلتزم بالمواعيد وأن تكون أكثر تنظيمًا. بدأت بإعداد جدول يومي لتحديد الوقت الذي ستخصصه للدراسة واللعب. قالت لنفسها: “سأكون ملتزمة هذا اليوم، وأريد أن أرى الفرق.” ومع مرور الأيام، بدأت حنين تتحسن تدريجيًا. كانت تدرس أولًا ثم تخرج للعب مع أصدقائها.

 

عندما جاءت المسابقة التالية، كانت حَنين قد درست بجد وأعدت نفسها بشكل جيد. وعندما بدأت المسابقة، كانت واثقة تمامًا من إجاباتها. شعرت بفخر شديد عندما فازت في المسابقة وحصلت على الجائزة التي كانت تنتظرها. ولكن الأهم من الفوز كان شعورها بأنها أصبحت أكثر التزامًا.

 

 

بعد هذه التجربة، أدركت حَنين أهمية الالتزام في حياتها. لم يعد لديها وقت تضيع فيه، وبدأت تنجز واجباتها في وقتها. تعلمت أن الالتزام ليس فقط في الدراسة، بل هو جزء من كل جوانب الحياة. إذا أردت أن تحقق النجاح، يجب أن تلتزم بأهدافك وتعمل بجد لتحقيقها.

 

 

القصة تعلم الأطفال أن الالتزام ليس صعبًا إذا بدأوا بتعلمه منذ الصغر. عندما يلتزمون بمواعيدهم وواجباتهم، سيحققون النجاح في دراستهم وحياتهم بشكل عام.