قصة علي والغضب

                                قصة علي والغضب
كان علي شابًا طيب القلب ومحبوبًا من الجميع. لكنه كان يمتلك عيبًا واحدًا: سرعة الغضب. كان يغضب بسهولة إذا شعر بالإهانة أو لم تسر الأمور كما يريد على الرغم من أن أصدقاءه وأفراد عائلته كانوا ينصحونه بالتحكم في أعصابه، إلا أنه كان يبرر  ذلك بأنه “يدافع عن كرامته”

علي

الـــمـــوقـــف الأول

في أحد الأيام، كان علي يلعب كرة القدم مع أصدقائه في الحي. أثناء اللعب، ارتكب أحد أصدقائه، أحمد، خطأً بسيطًا وأخذ الكرة من علي بطريقة غير مقصودة.

غضب علي بشدة وبدأ يصرخ في وجه أحمد. حاول أحمد الاعتذار، لكنه لم يمنحه فرصة. بل دفعه علي بغضب، مما أدى إلى سقوط أحمد وجرحه.

غادر أحمد المباراة، غاضبًا وحزينًا. شعر الأصدقاء بالضيق من تصرف علي، وقرروا إيقاف اللعب. بعد ذلك، بدأوا يبتعدون عنه تدريجيًا، لأنه لم يعد من السهل التعامل معه.

الـــمـــوقف الـــثـــانـــي

بعد أيام، حصل علي على فرصة للمشاركة في مسابقة رياضية كبرى كان يحلم بها. أثناء التمارين، اختلف مع مدربه بسبب بعض التعليمات. لم يستطع التحكم في غضبه، وبدأ يصرخ على المدرب أمام الجميع.

رد المدرب بحزم وقال:
“علي، أنا هنا لأساعدك، لكنك تحتاج إلى التحكم في نفسك. إن لم تتعلم السيطرة على أعصابك، لن تستطيع النجاح.”

بدلًا من الاعتذار، ترك علي التمارين وقرر عدم العودة. خسر فرصة المسابقة التي كان ينتظرها منذ سنوات.

الـــدرس الـــقـــاســـي

بدأ عَلي يلاحظ أن غضبه جعله يخسر الكثير. أصدقاؤه لم يعودوا يتحدثون معه كالسابق، والمدرب الذي كان يؤمن بموهبته لم يعد يثق به. شعر علي بالندم، لكنه لم يعرف كيف يصلح الأمور.

في أحد الأيام، جلس عَلي مع والده وتحدث عن شعوره بالخسارة. قال له والده بحكمة:
“الغضب مثل النار، يا بني. يمكن أن تحرق نفسك ومن حولك إذا لم تتحكم فيها. الاعتذار والإصلاح ممكنان، لكن الوقاية أفضل دائمًا.”

الإصـــلاح والـــتـــحـــول

قرر عَلي أن يبدأ من جديد. ذهب إلى أحمد واعتذر له بصدق عن تصرفه أثناء المباراة. تفاجأ أحمد باعتذاره، لكنه قَبِله وأخبره بأنه سعيد بعودته.

عاد عَلي إلى المدرب وقدم اعتذارًا عن سلوكه. أعطاه المدرب فرصة ثانية، بشرط أن يعمل بجد عَلى تحسين أعصابه.

بدأ عَلي يمارس التأمل وتمارين التنفس لتهدئة نفسه. مع الوقت، أصبح أكثر هدوءًا وتعلم أن يستمع للآخرين قبل أن ينفعل.

الـــعـــبـــرة 

  1. الغضب لحظة، لكن عواقبه تدوم طويلًا: يمكن للحظة من الغضب أن تُفسد علاقات وفرصًا ثمينة.
  2. الاعتذار قوة وليس ضعفًا: الاعتراف بالخطأ والاعتذار يساعد في إصلاح العلاقات وإظهار النضج.
  3. التحكم في الغضب مهارة يمكن تعلمها: التأمل وتمارين التنفس وسائل فعّالة لتهدئة النفس.

الـــنـــهـــايـــة

في النهاية تعلم عَلي من تجاربه أن التحكم في الغضب هو مفتاح النجاح في الحياة. أصبح شخصًا أكثر حكمة وهدوءًا، وبدأ يستمتع بعلاقات أفضل وفرص جديدة.