قصة عمر وجبر الخاطر

                             قصة عمر وجبر الخاطر
في حارة صغيرة مليانة بالبيوت القديمة، كان في ولد اسمه “عمر”، معروف بين الناس بابتسامته الحلوة، رغم إنه كان بيعاني من حاجات كتير محدش يعرف عنها حاجة. كان بيشتغل بعد المدرسة في محل عم جابر بتاع الفول علشان يساعد أمه وأخواته، لأن والده كان متوفي من سنين.

عمر

بـــدايـــة الـــيـــوم

في يوم من الأيام، كان عمر راجع من المدرسة وهو حاسس بتعب شديد. كان اليوم صعب عليه، مش بس عشان المذاكرة، لكن كمان عشان أصحابه كانوا بيتريقوا عليه لأنه شغال في محل فول. وهو ماشي في الشارع، شاف أصحابه بيضحكوا ويقولوا:

  • “إيه يا عمر؟ هتنزلنا سندوتشات فول ببلاش ولا إيه؟”
  • “أيوة، بقى بتشتغل في محل، وبتجي المدرسة ريحة الفول والبصل طالعة منك؟!”

كلامهم كان صعب، لكنه سكت وكمل طريقه، لأنه كان عارف إن الحياة مش سهلة، وإنه لازم يتحمل عشان يقدر يساعد أهله.

لـــحـــظـــة جـــبـــر الـــخـــاطـــر

وهو رايح المحل، شاف ست كبيرة اسمها الحاجة “أم حسن” قاعدة على جنب الطريق، ووشها زعلان. كانت بتبيع خضار، لكن محدش كان بيشتري منها. عمر قرب منها وسألها بكل احترام:

  • “مالك يا حاجة؟ ليه زعلانة؟”

بصت له بحزن وقالت:

  • “النهارده محدش اشترى مني حاجة، ولو فضلت كده، مش هقدر أجيب أكل لعيالي.”

عمر حس بقلبه يتقبض، لأنه عارف الإحساس ده كويس. فكر بسرعة، وقرر يعمل حاجة مختلفة. راح للمحل، وخد شوية فلوس كان محوشها، واشترى من عندها طماطم وخيار وبصل، وقال لها بابتسامة:

  • “ربنا يكرمك يا حاجة، خلي بالك من نفسك.”

الحاجة أم حسن عنيها دمعت وقالت:

  • “ربنا يجبر بخاطرك يا ابني، زي ما جبرت بخاطري النهارده.”

مـــفـــاجـــأة غـــيـــر مـــتـــوقـــعـــة

عمر كمل يومه عادي، ورجع البيت في آخر الليل. وهو قاعد بيحكي لأمه عن اليوم، سمع حد بيخبط على الباب. فتح لقى الحاجة أم حسن واقفة، وبتدي له كيس مليان أكل وقالت:

  • “ده ليك ولأمك، من قلب طيب زي قلبك.”

أم عمر بكت وقالت:

  • “ربنا يبارك لك يا ابني، ويجازيك خير.”

في اللحظة دي، عمر حس بسعادة حقيقية، مش بس لأنه ساعدها، لكن لأنه فهم معنى جبر الخاطر.

الـــعـــبـــرة مـــن الـــقــصــة

جبر الخاطر مش محتاج مجهود كبير، لكنه بيغير حياة الناس. كلمة طيبة، مساعدة بسيطة، أو حتى ابتسامة ممكن تكون سبب في سعادة شخص. واللي يجبر بخاطر غيره، أكيد ربنا هيجبر بخاطره في يوم من الأيام.