قصص جدتي : قصة صينية البسبوسة واحترام حقوق الآخرين

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
الجدة وقصة صينية البسبوسة
جلس الأحفاد الصغار حول جدتهم في ليلة هادئة، وهم ينتظرون منها أن تحكي لهم حكاية جديدة. ابتسمت الجدة وقالت: “سأحكي لكم اليوم قصة عن آداب الطعام وأهمية احترام حقوق الآخرين.”
البداية: وليمة العائلة
في قرية صغيرة تعيش عائلة الطيبين، اجتمع أفراد الأسرة في أحد الأيام على وليمة كبيرة. كان الجد قد أحضر صينية بسبوسة لذيذة، ووضعها في وسط المائدة. قال لهم: “هذه الصينية للجميع، وكل واحد يأخذ قطعة ليشعر بالرضا والسعادة.”
بدأ الجميع يتناول الطعام بحب ونظام، إلا أن سامي، أصغر الأحفاد، كان ينظر إلى صينية البسبوسة بنظرة مختلفة.
فكرة سامي الجريئة
فكر سامي في نفسه: “إذا أخذت القطعة الكبيرة من منتصف الصينية، سأحصل على أكبر قدر من الحلاوة والعسل!” انتظر اللحظة المناسبة، ثم مد يده بسرعة إلى منتصف الصينية وأخذ قطعة كبيرة جداً.
تفاجأ الجميع بما فعله سامي. نظروا إلى الصينية، ووجدوا أن باقي القطع قد تفتت وتبعثرت بسبب تصرفه. شعرت سارة، شقيقته الكبرى، بالحزن وقالت: “الآن، لم يعد شكل الصينية جميلاً، ولم نعد نستطيع أخذ قطع متساوية.”
الجد يناقش الموقف
لاحظ الجد انزعاج الجميع، فطلب من سامي الجلوس بجانبه. قال له بحنان: “يا سامي، هل استمتعت بالقطعة التي أخذتها؟”
أجاب سامي: “نعم، لقد كانت لذيذة جداً!”
ابتسم الجد وقال: “ولكن هل لاحظت ما حدث للآخرين؟ عندما أخذت القطعة الكبيرة من المنتصف، تركت الباقي غير مرتب وأثرت على حق إخوتك في الاستمتاع بالصينية.”
درس من الطبيعة
أخذ الجد سامي إلى الحديقة وقال: “انظر إلى هذه النحلة. عندما تجمع العسل، فإنها تأخذ فقط ما تحتاجه وتترك الزهور سليمة ليستفيد منها غيرها. هذا هو التعاون والاحترام.”
فهم سامي الدرس وقال: “لقد أخطأت يا جدي. كان علي أن آخذ قطعة صغيرة مثل الجميع.”
اعتذار سامي
عاد سامي إلى المائدة، ووقف أمام الجميع وقال: “أعتذر عن ما فعلته. لم أفكر في حقوقكم، وأعدكم أن أكون أكثر احتراماً في المرات القادمة.”
فرح الجميع باعتذار سامي، وقال الجد: “العبرة ليست فقط في الطعام، بل في كل شيء في حياتنا. عندما نحصل على حقنا، يجب أن نتأكد أننا لم نفسد حقوق الآخرين.”
النهاية: وعد جديد
منذ ذلك اليوم، أصبح سامي أكثر حرصاً على المشاركة واحترام الآخرين. وعندما اجتمعت العائلة في الأسبوع التالي، أحضر سامي صينية بسبوسة بنفسه، وقام بتقطيعها إلى قطع متساوية وقال: “هذه لكل واحد منكم، مع حبّي واحترامي.”
صفق الجميع لسامي، وقالت الجدة: “هذا هو المعنى الحقيقي للمحبة والتعاون.”
ابتسم الأحفاد الصغار بعد أن انتهت الجدة من الحكاية، وقالوا في صوت واحد: “شكراً يا جدتنا على الحكاية الجميلة! سنتذكر دائماً أن نحترم حقوق الآخرين.”