قصص رمضانية : نور رمضان يغير القلوب

قصص رمضانية : نور رمضان يغير القلوب

المشهد الأول: ليلة رمضانية دافئة

جلس “سامي” بجوار جدته في الشرفة بعد الإفطار، يتأمل السماء المضاءة بفوانيس رمضان، بينما يتسلل إلى أنفه عبق البخور الذي يملأ الأجواء. نظر إلى جدته وسألها ببراءة:

“جدتي، لماذا يقول الناس إن رمضان فرصة للتغيير؟ هل يمكن حقًا للإنسان أن يتغير؟”

ابتسمت الجدة بحنان، وربتت على رأس حفيدها قائلة:

“طبعًا يا سامي، سأحكي لك قصة جارنا عادل، وستفهم كيف يمكن لشهر واحد أن يغير حياة كاملة.”


المشهد الثاني: عادل قبل رمضان

بدأت الجدة تحكي، وصوتها يملؤه الدفء:

“كان عادل يا بني رجلاً عصبيًا، لا يبتسم كثيرًا، سريع الغضب لأتفه الأسباب. كان يمر بجوارنا كل يوم ولا يلقي التحية، وإذا تحدثنا معه، كان رده جافًا وقصيرًا. لم يكن يهتم بالصلاة ولا بالصيام، وكان يقول دائمًا: ‘التغيير صعب، والإنسان لا يتغير بسهولة’.”

نظر سامي باندهاش وسأل: “لكن يا جدتي، ما الذي غيره؟”

ابتسمت الجدة وقالت:

“هنا تبدأ القصة الحقيقية، في أحد أيام رمضان…”


المشهد الثالث: لحظة التحول

في إحدى ليالي رمضان، وبينما كان عادل يجلس وحيدًا يتناول إفطاره، كان التلفاز مفتوحًا على درس ديني، وسمع الشيخ يقرأ آية من القرآن:

“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” (الزمر: 53)

توقفت يده عن الطعام، وشعر بقشعريرة تسري في جسده. ظل صامتًا للحظات، وكأن الكلمات كانت موجهة إليه شخصيًا. لأول مرة، شعر أن الأمل ما زال موجودًا، وأنه يستطيع البدء من جديد.


المشهد الرابع: أول خطوة نحو التغيير

في تلك الليلة، قرر عادل أن يصلي لأول مرة منذ سنوات. وقف في محرابه، لكن الدموع سبقت كلماته. شعر بأنه غريب عن هذه اللحظة، لكنه استمر، وكلما سجد، ازداد شعور الطمأنينة في قلبه.

بعد أيام، لاحظ جيران الحي تغيرًا في عادل. أصبح يبتسم، وبدأ يرد السلام، بل وبدأ يذهب إلى المسجد مع والديكِ يا سامي.”

ضحك سامي قائلاً: “نعم، أتذكر ذلك! كنت أظنه شخصًا آخر!”


المشهد الخامس: رمضان ينتهي، فهل يستمر التغيير؟

أكملت الجدة بحماس:

“مع اقتراب نهاية رمضان، بدأ عادل يخاف من أن يعود لما كان عليه. كان يسأل نفسه: ‘هل سأتمسك بهذا الطريق؟ أم سأعود إلى عاداتي القديمة؟'”

لكن هذه المرة، كان يعرف أن التغيير لا يحدث في يوم واحد، بل يحتاج إلى الاستمرار. كان عليه أن يختار يوميًا أن يكون أفضل، حتى بعد انتهاء رمضان.


المشهد السادس: الدرس المستفاد من قصة نور رمضان يغير القلوب

نظر سامي إلى جدته قائلاً بحماس: “إذن، رمضان ليس فقط صيامًا وطعامًا، بل هو فرصة ليبدأ الإنسان من جديد!”

ضحكت الجدة وربتت على كتفه:

“بالضبط يا حبيبي، رمضان يعلمنا أن التغيير ممكن، وأن الله يفتح لنا أبواب الرحمة في كل وقت، لكن علينا أن نأخذ الخطوة الأولى.”

نظر سامي إلى السماء وقال بهدوء: “إن شاء الله، سأجعل رمضان فرصة لي أيضًا.”