قصص طريفة للاطفال : حب وفوضى في بيت واحد.

اجتمع الأحفاد حول جدتهم في أمسية دافئة، وتوسّطت الجدة الوسائد، وقالت بابتسامة عريضة:
“هل أخبرتكم من قبل عن طفولتي مع مروان؟ أخي الصغير؟ آه يا أولادي، لو تعرفون كم من المتاعب صنعها، وكم من الضحكات أهدانا إياها!”
أول الكوارث: الكريمة بدل معجون الأسنان!
كنت في السابعة من عمري، وكان مروان يبلغ ثلاث سنوات فقط. استيقظتُ صباحًا وذهبت لأفرّش أسناني، فوجدت الفرشاة لزجة برائحة الفراولة.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
نعم… لقد قرر مروان أن معجون الأسنان ممل، واستبدله بكريمة الحلوى التي خبأتها أمي في الثلاجة!
وكان يبتسم لي من خلف الباب، ممسكًا بالعلبة بيد، وبالفرشاة بيد أخرى، ويقول: “أنظري! صار تنظيف الأسنان لذيذًا!”
وحين دخلت أمي ورأت الكارثة… لم نأكل حلوى الفراولة حتى العيد التالي.
الحمامة في الخزانة!
في أحد أيام الصيف، كنت ألعب في الغرفة حين سمعت أصوات “غَرغَرة” غريبة. اقتربتُ من خزانة الملابس وفتحتها، فإذا بحمامة تطير نحو وجهي مباشرة!
صرختُ حتى اهتز الحي بأكمله، وركض مروان من المطبخ ضاحكًا:
“أحضرتها لتعيش معنا! كانت وحيدة!”
طبعًا… بعد تلك الليلة، لم تعد الحمامة معنا، ولا بقينا نترك النوافذ مفتوحة.
رحلة الملاهي… وكارثة غزل البنات
في إحدى نزهات العائلة إلى الملاهي، أصرّ مروان على شراء “غزل البنات”، ثم جلس بهدوء على أحد المقاعد.
ولكن بعد دقائق، اكتشفنا أن نصف شعره قد التصق بالغزل، ووجهه تحول إلى كرة قطنية وردية!
كلما حاولنا تنظيفه، زادت لزوجته… وكلما بكى، زادت الكارثة!
وفي النهاية، حلق أبي جزءًا من شعره ليخلّصه، وأقسم ألا يشتري له غزل بنات مجددًا.
الكنز الضائع في الغسالة!
من أطرف ذكرياتي تلك الليلة التي قرر فيها مروان أن يخبئ “كنزه السري” – والذي يتكوّن من عملات معدنية، سيارة لعبة، وأقلام تلوين – داخل الغسالة الأوتوماتيكية.
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
قال إنها “غرفة الأمان” الوحيدة التي لا يكتشفها أحد!
وفي اليوم التالي، حين بدأت الغسالة تدور…
سمعنا أصوات طرق وضربات غريبة، ثم انفجرت ألوان في كل الاتجاهات!
وظلّت ملابسنا تخرج مشبّعة بالبنفسجي والأصفر لعدة أيام.
تسريحة الحفلة… على طريقة مروان
في حفلة عيد ميلاد أحد الجيران، كنتُ متحمّسة للغاية، وطلبت من أمي أن تسرّح شعري. لكنها انشغلت، فقررت تصفيفه وحدي.
وهنا… ظهر مروان، ممسكًا بأنبوب الغراء المدرسي.
قال إن شعر العرائس لا يتحرك، فلماذا لا نثبت شعري مثله؟
لم أدرِ ما حدث إلا وأنا أمام المرآة، شعري ملبّد، واقف كالأسلاك، والغراء يتدلّى من خدي.
ضحك أبي طويلًا، وقال: “لقد ابتكرتما موضة جديدة!”
حب لا ينكسر… حتى بعد كل الفوضى
رغم كل هذا، كان مروان دائمًا أقرب شخص إلى قلبي.
كنا نتشاجر كل صباح… ثم نلعب كل مساء.
نسرق البسكويت سويًا… ثم نتّهم بعضنا.
نختبئ في خزانة واحدة… ثم نتجادل من يأخذ الزاوية الأكبر!
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
لكن، عندما مرضت مرةً في الشتاء، جلس بجواري طوال الليل، يحكي لي قصصه الغريبة، ويغطي قدمي كل دقيقتين.
وقال لي وقتها:
“إذا متِّ، سأبكي… ولكن بعدها، سآخذ ألعابك كلها!”
فضحكت حتى دمعت عيني.
وأختم لكم بقلب يضحك…
مرت السنوات، وكبر مروان… وكبرتُ أنا.
لكنه ظل “الصغير”، حتى عندما أصبح أطول منّي.
وأنا الآن، كلما تذكّرت تلك الأيام، شعرت أن الضجيج أجمل موسيقى، وأن فوضاه كانت هدية من السماء.
يا أحفادي، إذا كان لكم إخوة… فاحضنوهم جيدًا، حتى لو سرقوا غزل البنات أو خبّأوا حمامة في خزانة.
ففي النهاية، الأخ… هو الصديق الذي لا يمكنك التخلص منه، حتى لو حاولت! 💛