قصص عن البطولة والتضحية : حكايات الأبطال الصغار.

الجدة وحكايات البطولة
جلست الجدة أم يحيى على كرسيها الخشبي القديم، تحيط بها أحفادها الذين التفوا حولها بلهفة، منتظرين سماع قصتها الجديدة. ابتسمت بحنان ومسحت على رأس حفيدها الصغير، ثم قالت بصوت دافئ: “اليوم سأحكي لكم عن أبطال صغار، أبطال لم تهزمهم الحرب ولم تنل من عزيمتهم المحن.”
البداية تحت القصف
في مدينة غزة، حيث البيوت الصامدة والشوارع التي تحكي قصص الصمود، كان هناك طفل اسمه يزن. كان يزن يحب لعب كرة القدم مع أصدقائه في الحي، وكان يحلم بأن يصبح لاعبًا مشهورًا يومًا ما. لكنه لم يكن يعلم أن الحرب ستأتي لتغير كل شيء في لحظة واحدة.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
في إحدى الليالي، سقطت قذيفة غادرة بالقرب من منزله، فاستيقظ ليجد نفسه في المستشفى. عندما فتح عينيه، رأى والدته تمسح دموعها بصمت. شعر بألم في قدمه، وحين حاول تحريكها، أدرك أنها لم تعد هناك. حدّق في وجه أمه، ثم قال بصوت ثابت: “لا تبكي يا أمي، سأتعلم كيف ألعب الكرة بطريقة أخرى!”
القلب الشجاع لا ينكسر
لم يستسلم يزن للحزن، ولم يسمح لفقدان قدمه بأن يوقفه. بدأ يتعلم كيف يستخدم العكاز، ثم انتقل إلى الكرسي المتحرك، لكنه لم يتوقف عن لعب الكرة. كان يتدرب يوميًا في فناء منزله، يركل الكرة بكل قوته، ويردد: “أنا قوي، ولن تمنعني الحرب من تحقيق حلمي!”
وفي يوم من الأيام، سمع عن فريق كرة قدم لذوي الاحتياجات الخاصة. ذهب إلى التدريبات، وهناك التقى بصديقه الجديد، آدم، الذي فقد قدمه هو الآخر. تبادلا القصص، وضحكا كثيرًا، واتفقا على أن يكونا أفضل لاعبين في الفريق.
نور في الظلام
لم يكن يزن وحده في رحلته. كانت هناك فتاة اسمها آلاء، فقدت ساقها هي الأخرى بسبب قصف استهدف مدرستها. لكنها لم تتوقف عن الحلم. كانت تحب الرسم، وعندما عادت إلى منزلها، أمسكت بالألوان وبدأت ترسم. رسمت مدينتها وهي مزينة بالأزهار، رسمت أطفالًا يضحكون، ورسمت نفسها وهي تطير فوق الغيوم، وكأنها تخبر العالم أن الروح أقوى من الجسد.
حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
في أحد الأيام، أقامت مدرستها معرضًا للوحات الأطفال. عندما رأت معلمتها لوحاتها، دمعت عيناها وقالت: “آلاء، أنتِ فنانة عظيمة، ستنقلين صوت فلسطين إلى العالم بألوانك!”
إصرار لا يعرف اليأس
كبر يزن وآلاء، وأصبحا رمزين للصمود. يزن أصبح لاعب كرة قدم محترفًا في فريق خاص، وآلاء أصبحت فنانة تُعرض لوحاتها في معارض دولية. لم ينسَ أي منهما قضيتهما، بل استمرا في إيصال صوت أطفال فلسطين للعالم، قائلين: “نحن هنا، نحن أقوياء، ونحن نؤمن بأن الفجر قريب.”
الجدّة تختم الحكاية
أنهت الجدة أم يحيى القصة، ثم نظرت إلى أحفادها وقالت: “أبطال فلسطين الصغار لم يسمحوا للحرب أن تطفئ نورهم. تعلموا كيف يحولون الألم إلى أمل، والخسارة إلى انتصار. فمهما كانت الظروف صعبة، تذكروا دائمًا أن الإرادة القوية تصنع المعجزات!”
ابتسم الأحفاد وأحاطوا جدتهم بالحب، ثم هتف أحدهم بحماس: “سنكون مثلهم يا جدتي، سنكون أبطالًا!”
فضحكت الجدة، وربّتت على رأسه قائلة: “وأنا واثقة أنكم ستكونون كذلك، لأنكم تحملون في قلوبكم نور فلسطين.”