حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم التاسع عشر من رمضان
في كل يوم من أيام رمضان، يخوض آدم تحديًا جديدًا يعلّمه قيمة أخلاقية جديدة. وبعد أن تعلم عن الصبر، الصدقة، حسن الظن، ضبط الغضب، والكلمة الطيبة وغيرها من الفضائل، جاء اليوم التاسع عشر بتحدٍّ أصعب من كل ما سبق، وهو الإحسان لمن أساء إليك.
بداية التحدي
في صباح هذا اليوم، كان آدم جالسًا على مائدة السحور مع عائلته، يتحدث معهم عن التحديات السابقة وكيف غيّرت الكثير من تصرفاته. وبينما كانوا يتناولون الطعام، قال والده:
— “آدم، ماذا ستفعل لو أساء إليك شخص ما؟”
فكر آدم قليلًا ثم قال:
— “سأغضب بالطبع، لكنني سأحاول ضبط نفسي كما تعلمت من تحدي التحكم بالغضب!”
ابتسمت والدته وقالت:
— “هذا رائع، لكن ماذا لو طلبنا منك أن تذهب إلى هذا الشخص وتحسن إليه بدلًا من أن تغضب؟”
نظر آدم إليهما بدهشة وقال:
— “كيف يمكنني ذلك؟ شخص يسيء إليّ وأعامله بلطف؟ يبدو هذا صعبًا جدًا!”
ضحك والده وقال:
— “لهذا السبب سيكون هذا تحديك اليوم!”
بعد صلاة الظهر، وبينما كان آدم يلعب في الحي مع أصدقائه، جاء صديقه حسام، الذي كان على خلاف معه منذ أيام، وبدأ يستهزئ به أمام الجميع، قائلًا:
— “آدم يعتقد أنه الأفضل لأنه يقوم بتحديات رمضان! هل تعتقد أنك مثالي؟”
شعر آدم بالغضب يتصاعد داخله، لكنه تذكر التحدي. كان بإمكانه أن يرد على حسام بكلمات جارحة، لكنه قرر تجربة شيء آخر. اقترب منه وقال بهدوء:
— “حسام، أنا آسف إن كنت قد أزعجتك من قبل، لكنني لا أريد أن نكون أعداء. ما رأيك أن نلعب معًا اليوم؟”
ساد الصمت للحظات، وبدا الجميع مصدومين من ردة فعل آدم. لم يتوقع أحد أن يرد عليه بهذه الطريقة، ولا حتى حسام نفسه. ظل مترددًا للحظات قبل أن يبتسم بخجل ويقول:
— “أنا… أنا لم أكن أتوقع ذلك. الحقيقة أنني كنت منزعجًا منك لأنك لم تدعُني للعب معك قبل يومين.”
ضحك آدم وقال:
— “لم يكن ذلك عن قصد، كنت مشغولًا فقط. تعال نلعب معًا الآن!”
وبالفعل، انضم حسام إلى المجموعة، وسرعان ما تحول الموقف إلى لحظة مليئة بالمرح بدلاً من الخلاف.
الدرس المستفاد
في نهاية اليوم، عاد آدم إلى المنزل وأخبر والديه بما حدث. ابتسمت والدته بفخر وقالت:
— “رأيت؟ عندما تحسن لمن أساء إليك، فإنك تكسر دائرة الكراهية وتنشر الحب بدلاً من العداء.”
هزّ آدم رأسه موافقًا وقال:
— “أعتقد أن هذا كان أصعب تحدٍّ حتى الآن، لكنه الأكثر تأثيرًا!”
لماذا هذا التحدي مهم؟
- يعلّمنا قوة التسامح: عندما نحسن لمن يسيء إلينا، فإننا نتحرر من مشاعر الغضب والحقد.
- يكسر الحواجز بين الناس: الكثير من الخلافات تستمر فقط لأن أحد الطرفين لا يبادر بالصلح.
- يجعل العالم مكانًا أفضل: كل مرة نختار فيها اللطف بدلًا من الانتقام، نحن نساهم في نشر الخير.
هل تقبل التحدي؟
الآن، جاء دورك! هل تستطيع الإحسان لمن أساء إليك اليوم؟ جرب ذلك، وشارك تجربتك مع الآخرين، فقد يكون موقف بسيط منك سببًا في تغيير حياة شخص آخر!