حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الثالث و العشرين من رمضان
استيقظ آدم في اليوم الثالث والعشرين من رمضان متحمسًا لمعرفة التحدي الجديد. فقد أصبح هذا الشهر بالنسبة له رحلة يومية نحو تحسين نفسه واكتساب عادات وقيم جديدة. وعندما فتح هاتفه، قرأ التحدي الجديد: “ساعد من يحتاج إليك دون انتظار مقابل”.
في البداية، تساءل آدم: كيف يمكنه تطبيق هذا التحدي؟ فهو معتاد على تقديم المساعدة، لكن دائمًا ما يكون هناك نوع من التقدير أو الاعتراف بالجميل من الآخرين. أما اليوم، فعليه أن يساعد دون أن ينتظر كلمة شكر أو أي مردود.
البحث عن فرص للمساعدة
بدأ آدم يومه واضعًا في ذهنه أنه يجب أن يكون مستعدًا لمد يد العون في أي لحظة. أثناء خروجه إلى السوق مع والده، لاحظ امرأة مسنة تحاول حمل أكياس ثقيلة، فتوجه إليها على الفور وقال:
“اسمحي لي بمساعدتك يا جدتي.”
حمل عنها الأكياس حتى وصلت إلى منزلها، وعندما بدأت تشكره، اكتفى بالابتسام والمضيّ في طريقه. شعر براحة كبيرة، لكنه أدرك أن التحدي لم ينتهِ بعد.
لاحقًا، وأثناء عودته إلى المنزل، رأى طفلًا صغيرًا يبكي عند باب أحد المتاجر، فسأله بلطف:
“لماذا تبكي؟ هل تحتاج إلى مساعدة؟”
أخبره الطفل أنه فقد والدته وسط زحام السوق. لم يتردد آدم، بل أخذ بيد الطفل وساعده في البحث حتى وجدهما أخيرًا، وعندما بدأت الأم تشكره بحرارة، قال ببساطة:
“أنا سعيد فقط لأنكما معًا الآن.”
إدراك معنى العطاء الحقيقي
مع مرور اليوم، وجد آدم فرصًا أخرى للمساعدة، مثل تقديم كوب ماء لعامل نظافة متعب، أو إعطاء مكانه في طابور المخبز لرجل مسن، أو حتى مساعدة شقيقه الأصغر في حل واجباته دون تذمر. ومع كل فعل، شعر بسعادة داخلية لا تُوصف، رغم أنه لم يحصل على أي مكافأة مادية أو حتى كلمات شكر.
وفي نهاية اليوم، أدرك آدم أن العطاء الحقيقي ليس في انتظار المقابل، بل في تقديم الخير لوجه الله، ونشر روح التعاون والمودة بين الناس.
رمضان يعلمنا أن الخير لا يجب أن يكون مشروطًا بالمقابل. فلنجعل من المساعدة عادة يومية، لأن الأثر الذي نتركه في حياة الآخرين هو المكافأة الحقيقية التي تدوم في القلوب.