حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الثامن عشر من رمضان
في صباح اليوم الثامن عشر من رمضان، استيقظ آدم مبكرًا كعادته، وذهب إلى المطبخ حيث كان والده ووالدته يحضّران وجبة السحور. جلس معهم على الطاولة، وبينما كان يشرب كوب الماء، نظر إلى والده بحماس وسأله بفضول شديد:
– أبي، ما هو تحدي اليوم؟ أنا متشوق جدًا لمعرفة التحدي الجديد!
ابتسم والده بهدوء وقال:
– تحدي اليوم يا آدم مهم جدًا، وهو إصلاح الخلافات، أي محاولة الصلح بين الأشخاص المتخاصمين، لأن نشر السلام والتسامح من أروع القيم في رمضان.
التفكير في التحدي
ظل آدم يفكر قليلًا، ثم قال مترددًا:
– ولكن الأمر ليس سهلًا، فليس الجميع يقبل التصالح بسرعة!
ضحكت والدته وقالت بلطف:
– صحيح، ولكن عندما تبادر بالإصلاح، فإنك تنال أجرًا عظيمًا، وقد تكون سببًا في إعادة الصداقة بين شخصين.
عند سماع ذلك، تذكر آدم أن ابن خالته كريم وصديقه عمر كانا متخاصمين منذ أسبوع كامل بسبب مباراة كرة قدم، وكل واحد منهما يرفض الاعتذار للآخر. أدرك آدم أن هذه فرصة مثالية لتطبيق تحدي اليوم!
اتخاذ الخطوة الأولى
قرر آدم أن يتحرك بسرعة، فالتسامح أمر عظيم، ولا يجب أن يتأخر. اتصل على الفور بابن خالته كريم وسأله بلطف:
– كريم، أنت وعمر كنتم أصدقاء مقربين، فلماذا ما زلتما غاضبين من بعضكما؟
رد كريم بصوت غاضب:
– عمر ظلمني واتهمني أنني أخطأت في اللعب، رغم أنني لم أفعل شيئًا!
حاول آدم تهدئته، ثم اتصل بعمر وسأله عن المشكلة، فوجد أن عمر أيضًا يشعر بالغضب لأن كريم لم يعتذر له حتى الآن.
خطة آدم للإصلاح
أدرك آدم أن كلاهما يشعر بالظلم، لكن الحقيقة أن الخلاف بينهما بسيط ويمكن حله بسهولة. فكر في خطة ذكية، وقال لكل منهما على حدة:
– ما رأيك أن نلتقي في الحديقة بعد صلاة العصر؟ يمكننا الحديث هناك في أجواء هادئة.
وافق كريم وعمر على الحضور، لكن كلاهما لم يكن متأكدًا من النتيجة.
لحظة المواجهة والمصالحة
بعد صلاة العصر، اجتمع الثلاثة في الحديقة، وبادر آدم بالحديث بحماس:
– يا أصدقائي، نحن في رمضان، وهو شهر التسامح والمغفرة، ألا تعتقدان أن هذا الوقت هو الأنسب لنبدأ صفحة جديدة؟
نظر كريم إلى عمر، ثم قال بتردد:
– ربما كنت منفعلاً في ذلك الوقت، وأعتذر إن كنت قد أزعجتك يا عمر.
ابتسم عمر وقال:
– وأنا أيضًا أعتذر، ربما تسرعت في الحكم عليك.
فرح آدم بشدة وهو يرى أصدقائه يتصافحان بابتسامة صادقة. قال بحماس:
– والآن انتهى الخلاف بينكما وربحتم أجرًا كبيرًا في رمضان!
عاد آدم إلى المنزل سعيدًا، وأخبر والديه بما حدث. نظر والده إليه بفخر وقال:
– أحسنت يا آدم، فإصلاح الخلافات من أعظم الأعمال التي يحبها الله.
وهكذا، نجح آدم في تحدي جديد من تحديات رمضان، وقرر أن يجعل إصلاح الخلافات عادة مستمرة في حياته!