مغامرة آدم في اليوم الثامن من رمضان:تحدي حفظ السر

حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الثامن من رمضان

في كل يوم من أيام رمضان، يواجه آدم تحديًا جديدًا يجعله أقوى وأفضل. وبعد أن تعلّم الصبر والصدق والتحكم بالغضب، جاء اليوم الثامن بتحدٍّ مختلف تمامًا. لم يكن تحديًا جسديًا أو اختبارًا للذكاء، بل كان تحديًا للضمير والأمانة، وهو حفظ السر.

بداية القصة: سرٌّ لا يجب أن يُفشى

استيقظ آدم صباحًا على صوت المنبّه، لكنه لم يكن يشعر بالحماس كعادته. كان ينتظر بفارغ الصبر الذهاب إلى المدرسة ليلتقي بصديقه المقرب، يحيى. في الأيام الأخيرة، لاحظ أن يحيى يبدو قلقًا ومضطربًا، وكأنه يخفي شيئًا مهمًا. وبالفعل، بعد انتهاء الحصة الأولى، اقترب يحيى من آدم وهمس في أذنه:

“آدم، أريد أن أخبرك بسر، لكن عليك أن تعدني ألا تخبر أحدًا مهما حدث!”

بدون تردد، هزّ آدم رأسه بحماس وقال: “بالطبع، أعدك بذلك!”

تنهد يحيى بعمق ثم قال بصوت منخفض: “أبي فقد وظيفته منذ أسبوع، ونحن نمرّ بظروف صعبة. أمي تحاول التخفيف عني، لكنها تبدو حزينة. أشعر أنني لا أستطيع إخبار أحد، لكنني أردت أن أخبرك لأنك صديقي المقرب.”

شعر آدم بالتعاطف مع صديقه، وربّت على كتفه قائلاً: “لا تقلق يا يحيى، كل شيء سيكون على ما يرام. أنا هنا من أجلك.”

الاختبار الصعب: هل سيحفظ آدم السر؟

مرّت الساعات، وكان آدم يفكر طوال الوقت في كلام يحيى. لم يكن الأمر سهلاً عليه، خاصة عندما بدأ أصدقاؤه الآخرون يسألونه عن سبب حزن يحيى.

في حصة الرياضة، اقترب صديقهم حسام وقال: “يبدو أن يحيى يمرّ بمشكلة ما، أليس كذلك؟ آدم، هل تعرف ماذا يحدث معه؟”

تردد آدم للحظة. كان يشعر برغبة قوية في إخبار حسام، ربما لمساعدته، لكن فجأة تذكّر وعده ليحيى. فأخذ نفسًا عميقًا وقال: “إنه مجرد متعب قليلاً، لا تقلقوا، سيكون بخير.

لكن حسام لم يقتنع وألحّ في السؤال: “لكننا أصدقاؤه أيضًا! من حقنا أن نعرف حتى نساعده!”

وهنا، أدرك آدم أن هذا هو الاختبار الحقيقي. إذا أخبرهم، فقد يخون ثقة يحيى. لذلك، ابتسم بثقة وقال: “أحيانًا، يكون أفضل ما يمكننا فعله هو احترام خصوصية الآخرين.”

في نهاية اليوم، التقى آدم بيحيى مرة أخرى، وكان يبدو أكثر ارتياحًا. قال له: “آدم، كنت قلقًا جدًا بعد أن أخبرتك، لكنني شعرت أنك الشخص المناسب لمشاركة هذا الأمر معه. أشكرك لأنك لم تخذلني!”

في تلك اللحظة، شعر آدم بفخر كبير. لقد نجح في تحدي حفظ السر، وأثبت أنه شخص يمكن الوثوق به. أدرك أن الأمانة ليست مجرد كلمات، بل مسؤولية حقيقية.

وفي الليلة نفسها، وهو يجلس مع والديه لتناول الإفطار، حكى لهم عن هذا التحدي دون أن يذكر تفاصيل السر. فابتسم والده وقال: “السر أمانة، ومن يحفظ الأمانة يكون محبوبًا بين الناس.”

وهكذا، تعلّم آدم درسًا جديدًا في مغامرته الرمضانية، وأصبح أكثر استعدادًا لمواجهة التحدي التالي. ترى، ما هو التحدي القادم؟

انتظروا مغامرة جديدة غدًا!