مغامرة آدم في اليوم الخامس عشر من رمضان: تحدي بر الوالدين

حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الخامس عشر من رمضان


مع كل يوم يمر من رمضان، يخوض آدم تحديًا جديدًا يساعده على تهذيب نفسه وتحسين سلوكه. فبعد أن تعلم الصبر، العطاء، التحكم بالغضب، حسن الظن، الاعتذار، حفظ السر، فن الإصغاء، التواضع، الكلمة الطيبة، والرضا بالنعم، جاء اليوم الخامس عشر ليحمل له تحديًا مختلفًا ولكنه عظيم الشأن: بر الوالدين.

بداية التحدي

استيقظ آدم في صباح اليوم الخامس عشر من رمضان وهو يشعر بالحماس لمعرفة التحدي الجديد. وبينما كان يتناول السحور مع عائلته، أخبره والده أنه يحتاج إلى من يساعده في ترتيب بعض الأوراق المهمة، بينما طلبت منه والدته أن يساعدها في تنظيف المطبخ بعد الإفطار.

في البداية، شعر آدم أن هذه الأمور بسيطة، لكن عندما فكر في يومه المزدحم بالدراسة والاستعداد للاختبارات، بدأ يشعر بالتردد. فهل سيتمكن من الموازنة بين مسؤولياته الشخصية وبين تلبية طلبات والديه؟

فهم معنى بر الوالدين

بعد صلاة الفجر، قرر آدم أن يبحث عن معنى بر الوالدين في الإسلام. فوجد أن البر لا يقتصر فقط على تلبية طلباتهم، بل يشمل الكلام الطيب، حسن الاستماع لهم، الدعاء لهم، وتقديم المساعدة دون تذمر. وعندما قرأ الحديث الشريف:
“رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ”
أدرك أن بر الوالدين ليس مجرد تحدٍّ يومي، بل هو عبادة عظيمة تقربه من الله.

تنفيذ التحدي

بعد عودته من المدرسة، قرر آدم أن يبدأ في تنفيذ التحدي بكل جدية. فبدلًا من تأجيل طلبات والديه أو التذمر، بدأ بتنظيم أوراق والده مباشرة، وعندما شكرته أمه على المساعدة، أجابها بابتسامة: “هذا أقل شيء أقدمه لكِ، أمي”.

لكن التحدي الحقيقي جاء وقت الإفطار، عندما كان آدم يشعر بالتعب بعد يوم طويل. وبينما كان يستريح، طلبت منه والدته أن يحضر بعض الأغراض من المطبخ. للحظة، كاد أن يتأفف، لكنه تذكر حديث الرسول ﷺ عن فضل خدمة الوالدين، فنهض فورًا ونفذ الطلب بابتسامة.

مع نهاية اليوم، شعر آدم بسعادة لم يكن يتوقعها. لم يكن الأمر مجرد مساعدة بسيطة، بل شعر أن علاقته بوالديه أصبحت أقوى، وأنه أدخل السرور على قلوبهم، وهو ما جعله أكثر راحة وسكينة. أدرك أن بر الوالدين لا يجب أن يكون تحديًا ليوم واحد فقط، بل عادة يومية يجني ثمارها في الدنيا والآخرة.

وهكذا أنهى آدم تحدي اليوم الخامس عشر من رمضان، متعلمًا درسًا جديدًا عن أهمية بر الوالدين. فكما كان يتحلى بالصبر، العطاء، التحكم بالغضب، والتواضع، فإنه اليوم تعلم أن الوالدين هم أولى الناس بجميل أفعاله وأخلاقه. والآن، بدأ يفكر… ما هو التحدي التالي الذي سيواجهه غدًا؟