حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الرابع من رمضان
بعدما اجتاز آدم تحدي الصيام في اليوم الثاني، ثم نجح في اختبار الصدقة في اليوم الثالث، بدأ يشعر أن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو شهر لاختبار النفس وتقويتها. كان فخورًا بنفسه لأنه استطاع التحمل والصبر، لكن لم يكن يعلم أن التحدي الحقيقي بانتظاره في اليوم الرابع!
بداية يوم جديد وتحدي غير متوقع
استيقظ آدم مبكرًا كعادته، شعر بالحيوية والنشاط بعد السحور، وقرر أن يقضي يومه في قراءة القصص واللعب مع أخيه الصغير، سليم. لكن، ما لم يكن يعلمه آدم، هو أن هذا اليوم سيختبر صبره بطريقة لم يتوقعها!
في البداية، كان كل شيء يسير بشكل جيد، حتى جاء وقت العصر. كان آدم منهمكًا في بناء مجسم رائع بالمكعبات، استغرق منه وقتًا طويلًا ليُكمله. فجأة، وفي لحظة لم يتوقعها، دخل سليم مسرعًا إلى الغرفة، وقفز بحماس، فأسقط المجسم أرضًا، وتحطم تمامًا!
الغضب يشتعل في قلب آدم
في تلك اللحظة، شعر آدم بالغضب يشتعل في داخله كالنار! كيف يمكن لسليم أن يفسد شيئًا قضى ساعات في بنائه؟ كان قلبه ينبض بسرعة، وبدأ الغضب يتصاعد. أراد أن يصرخ، أن يعاتب أخاه بشدة، أو حتى يرد عليه بنفس الطريقة. لكن، في اللحظة نفسها، تذكر حديث النبي ﷺ:“ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.”
تردد للحظة… هل يستسلم لغضبه أم يحاول التماسك؟
محاولة التحكم في الغضب
أخذ نفسًا عميقًا، وحاول أن يهدئ نفسه، لكنه شعر أن ذلك صعب جدًا. فتذكر نصيحة والده:
🔹 “عندما تغضب، توقف للحظة، خذ نفسًا عميقًا، وغيّر وضعيتك.”
فما كان منه إلا أن جلس على السرير بدلاً من أن يظل واقفًا. ثم فكر: “إذا صرخت الآن أو غضبت، هل سيعود المجسم كما كان؟ بالتأكيد لا!”
وبدلاً من أن يوبّخ أخاه، قال له بهدوء: “كنت أتمنى لو كنت أكثر حذرًا، لقد استغرق مني هذا المجسم وقتًا طويلًا.”
سليم شعر بالندم، واعتذر قائلًا: “أنا آسف، لم أقصد تدميره، كنت متحمسًا جدًا!”
عندها، أدرك آدم أنه اتخذ القرار الصحيح. لو كان قد غضب، ربما كان سليم سيشعر بالخوف أو الحزن، وربما كان يومهما سيتحول إلى شجار لا فائدة منه.
مكافأة الصبر ونتيجة التحكم في النفس
بعد قليل، دخل الجد إلى الغرفة، وكان قد سمع كل شيء. ابتسم وقال:
“أحسنت يا آدم! لقد أثبت أنك قوي بالفعل، ليس بعضلاتك، ولكن بصبرك وتحكمك في نفسك. هذا هو المعنى الحقيقي للقوة.”
ثم أضاف: “هل تعلم؟ الصائم الذي يتحكم في غضبه له أجر عظيم، لأن الصبر في رمضان ليس فقط على الجوع والعطش، بل أيضًا على المشاعر القوية مثل الغضب.”
شعر آدم بالفخر بنفسه، وشعر أيضًا أن هذا التحدي كان أصعب من الصيام أو الصدقة، لكنه تعلم منه درسًا مهمًا: التحكم في الغضب يجعل الإنسان أكثر حكمة وهدوءًا، ويمنحه احترام الآخرين.
مع اقتراب موعد الإفطار، جلس آدم مع عائلته وهو يشعر بالراحة والإنجاز. أدرك أن كل يوم من رمضان يمنحه درسًا جديدًا، وأنه كلما نجح في تحدٍّ، أصبح أقوى وأفضل.