مغامرة آدم في اليوم السادس عشر من رمضان: تحدي الإحسان إلى الجيران

حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم السادس عشر من رمضان

مع حلول اليوم السادس عشر من رمضان، يواصل آدم تحدياته الرمضانية، ساعيًا لاكتساب عادات إيجابية تجعله شخصًا أفضل. فبعد أن جرّب الصبر، العطاء، التحكم بالغضب، حسن الظن، والاعتذار، جاء هذا اليوم بتحدٍّ جديد مليء بالقيم الإسلامية السامية: الإحسان إلى الجيران.

في الحقيقة، لم يكن آدم يعرف تمامًا كيف يمكنه تحقيق هذا التحدي. لكنه كان على يقين بأن كل تجربة يخوضها في رمضان تحمل له درسًا ثمينًا، وبالتأكيد، هذا التحدي لن يكون استثناءً.

بدأ التحدي 

استيقظ آدم بعد صلاة الفجر متحمسًا لمعرفة تحدي اليوم. وبينما كان يجلس مع والده لتناول السحور، طرح عليه سؤاله المعتاد: “ما هو التحدي الجديد لهذا اليوم؟”

ابتسم والده وقال له:
“الإحسان إلى الجيران من أسمى الأخلاق، وقد حثّ عليه النبي ﷺ حين قال:
ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.”

عند سماع هذا الحديث، أدرك آدم أن الإحسان إلى الجيران ليس مجرد تصرف مؤقت، بل هو سلوك يجب أن يكون جزءًا من شخصيته. لكن السؤال الذي راوده كان: كيف يمكنه تطبيق هذا التحدي بطريقة عملية وملموسة؟

 كيف قرر آدم تطبيق التحدي؟

بعد التفكير مليًا، قرر آدم أن يبدأ ببعض الخطوات البسيطة. وأول ما خطر بباله هو تقديم وجبة لجاره العجوز الذي يعيش بمفرده.

في البداية، طلب من والدته أن تعد طبقًا من الطعام الشهي. وبعد العصر، حمل الطبق بنفسه وتوجه إلى منزل الجار. عندما قرع الباب، فتح الرجل الباب بابتسامة متعبة، ثم قال له:
“بارك الله فيك يا بني، كنت أفكر في تحضير الطعام لكني شعرت بالإرهاق اليوم.”

في تلك اللحظة، شعر آدم بسعادة غامرة، لأنه أدرك أن تصرفًا بسيطًا كهذا يمكن أن يكون له تأثير عميق على الآخرين. ولكن لم يكتفِ بهذا فقط.

بعد ذلك، فكر في زيارة جار آخر لم يره منذ فترة. وعندما طرق الباب، فوجئ بأن الرجل يمر بظروف صعبة بسبب مشاكل عائلية. جلس معه لبعض الوقت، استمع إليه، وواسه بكلمات طيبة، متذكرًا درس فن الإصغاء الذي تعلمه في أحد تحديات رمضان السابقة.

موقف غير متوقع: اختبار جديد لآدم

بينما كان عائدًا إلى منزله، رأى طفلًا صغيرًا يضايق جارهم المسن في الحي. شعر بالغضب للحظة، لكنه تذكر درس التحكم بالغضب. بدلاً من الانفعال، توجه نحو الطفل بحكمة وقال له:
“هل تعلم أن احترام الكبير من أخلاق المسلم الحقيقي؟”

تفاجأ الطفل بكلام آدم، لكنه أنصت إليه ووعد بعدم تكرار تصرفه مرة أخرى. هنا، أدرك آدم أن الإحسان إلى الجيران لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة المادية، بل يشمل أيضًا توجيه الآخرين ونشر الأخلاق الحميدة بينهم.

أثر التحدي على آدم

مع غروب الشمس، جلس آدم يتأمل يومه. شعر براحة نفسية وسعادة حقيقية لم يكن يتوقعها. فقد أدرك أن الجيران ليسوا مجرد أشخاص يعيشون بالقرب منه، بل هم جزء من مجتمعه الصغير. وبالتالي، فإن الإحسان إليهم يعزز المحبة، ويقوي الروابط الإنسانية، ويجعل الحياة أكثر دفئًا وتعاونًا.

أنهى آدم تحدي اليوم السادس عشر من رمضان بروح مليئة بالرضا، وعزمٍ على الاستمرار في نشر الخير بين جيرانه. وقبل أن ينام، تساءل في داخله:
“ما هو التحدي الذي سيواجهه غدًا؟ وهل سيكون قادرًا على تحقيقه بنفس الحماس؟