حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم السادس من رمضان
في اليوم السادس من رمضان، استيقظ آدم بحماس، لكنه لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيحمل له درسًا سيظل يتذكره طويلًا. بعد صلاة العصر، أخبره والده أن لديهم نشاطًا خاصًا، وهو المساعدة في تجهيز موائد الرحمن للمحتاجين.
في البداية، لم يكن آدم متحمسًا جدًا، لكنه وافق احترامًا لوالده، خاصة بعد أن علم أن بعض أصدقائه سيكونون هناك أيضًا.
عند وصولهم إلى المكان، انضم آدم إلى مجموعة الأطفال الذين كانوا يساعدون في ترتيب الطاولات وتوزيع التمر والعصائر. أثناء عمله، كان يتحدث مع صديقه سليم بحماس، ولم ينتبه عندما اصطدم فجأة بياسر، أحد المتطوعين الآخرين.
سقطت بعض الأطباق على الأرض، وانسكب العصير على ملابس ياسر. شعر آدم بالإحراج، لكنه بدلاً من الاعتذار، قال بغضب:
“لماذا لا تنتبه؟ لقد أفسدت كل شيء!”
احمر وجه ياسر من الغضب لكنه لم يرد. أما آدم، فقد شعر بأنه ربما بالغ في رد فعله، لكنه لم يكن مستعدًا للاعتراف بخطئه بسهولة.
بعد دقائق، جاء أحد المتطوعين الكبار واقترب من آدم، ثم قال بهدوء:
“آدم، كلنا نخطئ، لكن الاعتراف بالخطأ والاعتذار يجعلان الشخص أكثر احترامًا عند الآخرين.”
نظر آدم إلى ياسر الذي كان يساعد في تنظيف الفوضى دون أن ينطق بكلمة. عندها، أدرك أنه تصرف بحدة دون داعٍ.
تردد قليلاً، ثم اقترب من ياسر وقال بصوت خافت:
“أنا آسف، لم يكن عليّ أن أغضب بهذه الطريقة.”
ابتسم ياسر وقال: “لا بأس، كنت سأعتذر أيضًا لأنني لم أكن منتبهًا.”
شعر آدم براحة كبيرة بعد الاعتذار، وأدرك أن الاعتذار لا يقلل من قيمته، بل يجعله أكثر احترامًا بين الآخرين.
بعد أن انتهى الجميع من تجهيز الموائد، جلس آدم بجانب والده وقال:
“اليوم تعلمت أن الاعتذار عندما نخطئ لا يجعلنا ضعفاء، بل يجعلنا أقوى وأفضل.”
ربّت الأب على كتفه وقال: “هذا هو جوهر رمضان، أن نتعلم كيف نحسن أخلاقنا ونتصرف بتواضع مع الآخرين.”
ابتسم آدم وشعر بأن هذا اليوم كان من أكثر الأيام قيمة في حياته، فقد تعلم درسًا سيظل معه دائمًا:
“الاعتذار ليس ضعفًا، بل دليل على القوة والنُبل.”