مغامرة آدم في اليوم العاشر من رمضان: تحدي فن الإصغاء

حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم العاشر من رمضان

مغامرة آدم في اليوم العاشر من رمضان

في كل يوم من أيام رمضان، يواجه آدم تحديًا جديدًا يساعده على تطوير شخصيته وتعزيز قيمه. وبعد أن تعلم الصبر، الصدقة، التحكم بالغضب، حسن الظن، الاعتذار، وحفظ السر، جاء اليوم ليواجه تحديًا مختلفًا تمامًا، لكنه لا يقل أهمية عن سابقيه: فن الإصغاء بوعي.

بداية التحدي

في صباح اليوم التاسع من رمضان، بينما كان آدم يتناول السحور مع عائلته، بدأ والده يروي لهم قصة قديمة عن شاب لم يكن يستمع إلى نصائح من حوله، فوقع في العديد من المشاكل. كان آدم مستغرقًا في التفكير في شيء آخر، فلم ينتبه إلى التفاصيل. فجأة، سأله والده عن رأيه في القصة، لكنه لم يستطع الإجابة لأنه لم يكن يصغي بانتباه. هنا أدرك والده أن الوقت قد حان ليخوض آدم تحديًا جديدًا.

قال والده بابتسامة: “تحدي اليوم هو أن تتعلم فن الإصغاء بوعي، لا تستمع فقط، بل ركّز، تفهّم، وحاول أن تشعر بالكلمات كما لو كنت جزءًا من القصة.”

في المدرسة، وجد آدم نفسه في موقف اختبار حقيقي. أثناء الحصة، كان أستاذه يشرح درسًا هامًا، لكنه كان مشغولًا بالتفكير في مباراة كرة القدم التي سيشاهدها بعد الإفطار. فجأة، وجّه له الأستاذ سؤالًا، لكنه لم يعرف الإجابة لأنه لم يكن يصغي بانتباه.

أدرك آدم أنه فشل في أول اختبار، فقرر أن يأخذ الأمر بجدية أكبر. بدأ في التركيز على حديث أصدقائه عندما يتحدثون معه، وتجنب المقاطعة، وحاول فهم مشاعرهم بدلًا من مجرد سماع الكلمات.

في المساء، أثناء الإفطار، كانت أخته الصغيرة تحدثه بحماس عن رسمة جديدة رسمتها، لكنها لاحظت أنه لم يكن مهتمًا كفاية. حينها، شعر بالخجل، وقرر أن يمنحها كامل انتباهه. فجأة، رأى الفرحة في عينيها، وكأن استماعه لها كان بمثابة هدية ثمينة.

بعد الإفطار، جلس مع والده وأخبره بما حدث طوال اليوم. قال له والده: “يا بني، الإصغاء ليس مجرد سماع الكلمات، بل هو فن يحتاج إلى الصبر والاهتمام. عندما تصغي بوعي، تفهم الآخرين بشكل أفضل، وتكسب احترامهم وحبهم.”

النجاح في التحدي

في اليوم التالي، قرر آدم أن يضع ما تعلمه قيد التطبيق. أثناء الحصة، ركّز على شرح الأستاذ وفهمه بعمق. مع أصدقائه، استمع إليهم باهتمام دون أن يقاطعهم. ومع عائلته، خصّص وقتًا للاستماع إلى حديثهم بكل اهتمام.

مع مرور الوقت، بدأ يلاحظ تغيرًا كبيرًا، فقد شعر بأن الآخرين صاروا أكثر راحة في التحدث معه، وأصبح أكثر قدرة على فهم مشاعر من حوله. في النهاية، أدرك أن فن الإصغاء بوعي ليس مجرد تحدٍ ليوم واحد، بل هو مهارة ستفيده طوال حياته.

وهكذا، نجح آدم في تحديه الجديد، وتعلم أن الإصغاء بوعي هو مفتاح لفهم الآخرين وبناء علاقات قوية معهم. فما هو التحدي القادم الذي سيواجهه في رحلته الرمضانية؟ هذا ما سنكتشفه في الأيام المقبلة!