حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم العشرين من رمضان
يواصل آدم تحدياته الرمضانية اليومية، التي تعلمه قيمًا جديدة تساعده في تطوير شخصيته والتعامل مع الآخرين بشكل أفضل. وبعد أن تعلم الصبر، والصدق، والتواضع، والإحسان، جاء اليوم العشرون بتحدٍ جديد لم يكن سهلاً عليه: الامتناع عن مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم.
بداية التحدي: موقف محرج
في إحدى ليالي رمضان، اجتمع آدم مع عائلته حول مائدة الإفطار. وبينما كانوا يتبادلون الأحاديث عن يومهم، بدأ آدم يتحدث بحماس عن موقف حصل معه في المدرسة. لكن فجأة، قاطع حديث والده ليكمل فكرته الخاصة، ثم قاطع شقيقته الصغيرة عندما كانت تحاول التعبير عن رأيها.
لم ينتبه آدم لما فعله، لكنه لاحظ أن والدته نظرت إليه بابتسامة هادئة وقالت:
- “آدم، ألا تعتقد أن الاستماع للآخرين حتى النهاية أمر مهم؟”
توقف آدم قليلًا وفكر في الأمر، لكنه لم يكن مقتنعًا تمامًا.
نقطة التحول: إدراك أهمية الاستماع
بعد الإفطار، قرر والده أن يحكي لهم قصة قصيرة عن شخص كان دائمًا يقاطع الآخرين في حديثهم، مما جعله يخسر احترامهم وثقتهم. ثم سأله:
- “آدم، كيف ستشعر لو كنت تتحدث بحماس عن شيء يهمك، وفجأة قاطعك شخص آخر؟”
فكر آدم في الأمر وقال بتردد:
- “بصراحة، سأشعر بالضيق وربما أعتقد أن الشخص الآخر لا يهتم بكلامي!”
ابتسم والده وقال:
- “بالضبط! لهذا السبب يجب أن نحترم حديث الآخرين ونعطيهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم دون مقاطعة.”
كيف يمكن التحكم في عادة المقاطعة؟
قرر آدم أن يخوض التحدي، ولكنه احتاج إلى بعض الخطوات لمساعدته، مثل:
- التركيز على الاستماع النشط – بدلاً من التفكير في ما يريد قوله، حاول الانتباه إلى حديث الشخص الآخر حتى ينهي كلامه.
- العد إلى ثلاثة قبل الرد – عندما يشعر بالرغبة في المقاطعة، عدّ في ذهنه إلى ثلاثة قبل أن يتحدث.
- استخدام الإشارات غير اللفظية – هز رأسه أو ابتسم ليُظهر اهتمامه، بدلًا من القفز إلى الحديث فجأة.
- انتظار وقفات الحديث – أدرك أن كل شخص يتوقف للحظة أثناء حديثه، وهي الفرصة المناسبة للتحدث دون مقاطعة.
مع مرور الوقت، بدأ آدم يلاحظ أن الناس أصبحوا يستمتعون بالحديث معه أكثر، وأنهم بدورهم صاروا يستمعون إليه بانتباه. كما شعر أن حديثه أصبح أكثر تأثيرًا، لأن الآخرين كانوا يعطونه المساحة اللازمة للتعبير عن أفكاره دون تسرع أو مقاطعة.