حدوتة جدتي : حدوتة التفاحة والصدق 🍎
في أحد الأمسيات الهادئة، وبينما كانت نسمات الهواء العليل تتسلل من النوافذ، اجتمع الأحفاد حول جدتهم كعادتهم اليومية، ينتظرون منها حكاية جديدة، تحمل عبرة وتعلّمهم درسًا جديدًا.
ابتسمت الجدة وقالت بصوت دافئ:
– “اليوم سأحكي لكم عن موقفٍ تعلّمت منه حفيدتي الصغيرة درسًا لا يُنسى.”
المشهد الأول: التفاحة المفقودة
في صباح يومٍ ربيعي، كانت “مريم” تلعب في الحديقة برفقة أخيها “سليم”، بينما كانت والدتهما تعد وجبة الإفطار. لاحظت الأم أن واحدة من التفاحات التي وضعتها بعناية على المائدة قد اختفت.
سألت الأم بهدوء:
– “هل أخذ أحدكما التفاحة دون أن يخبرني؟”
أجاب الطفلان معًا بالنفي، لكن الحقيقة أن “مريم” هي من أخذتها، وأكلتها بسرعة دون أن تستأذن أو تغسلها.
المشهد الثاني: بداية الألم
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى بدأت “مريم” تشعر بألم في بطنها. جلست على الأريكة وقد بدت علامات التعب على وجهها، فاقتربت الأم منها وسألتها بلطف عن سبب الألم. حاولت “مريم” الإنكار، لكنها لم تستطع إخفاء الحقيقة طويلًا.
وأخيرًا، اعترفت بأنها أخذت التفاحة دون إذن، وأنها أكلتها دون أن تغسلها.
المشهد الثالث: حكمة الجدة
عندما علمت الجدة بما حدث، جلست إلى جوار “مريم”، وربتت على كتفها وقالت:
– “يا عزيزتي، جميعنا نخطئ، لكن الشجاعة الحقيقية تكمن في قول الحقيقة. الصدق لا يعني فقط أن نكون صادقين مع الآخرين، بل أن نكون صادقين مع أنفسنا أولًا.”
وأضافت الجدة:
– “الكذب قد يبدو طريقًا سهلاً في البداية، لكنه دائمًا ما يقود إلى نتائج مؤلمة، تمامًا كالألم الذي شعرتِ به اليوم.”
المشهد الرابع: وعد بالصدق
شعرت “مريم” بالخجل، لكنها أيضًا أحسّت بالراحة بعد أن قالت الحقيقة. وعدت جدتها ووالدتها أنها ستكون دائمًا صادقة، حتى وإن أخطأت، لأنها أدركت أن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوات الإصلاح.
حدوتة جدتي : حدوتة التفاحة والصدق
الصدق من أسمى القيم التي ينبغي غرسها في نفوس الأطفال منذ الصغر، فهو أساس الثقة، وبداية الطريق إلى شخصية قوية ومسؤولة.