قصة ليلى والتردد: كيف تغلبت الطفلة الذكية على خوفها؟

حدوتة جدتي:قصة ليلى والتردد

في صباح مشمس داخل أحد الفصول الدراسية الهادئة، جلست “ليلى” الطفلة الهادئة ذات التسع سنوات في مقعدها القريب من النافذة. كانت تحب المدرسة بشدة، وتظهر تفوقًا ملحوظًا في أغلب المواد.

ومع ذلك، فإنها، وعلى الرغم من معرفتها الجيدة بكل الدروس، لم تكن ترفع يدها أبدًا للإجابة عن أي سؤال.كلما طرح المعلم سؤالًا، كانت ليلى تعرف الجواب، بل وتهمس به في سرها، لكنها لم تكن تجرؤ على قول كلمة أمام زملائها. وفي كل مرة كانت تقول لنفسها: “ماذا لو أخطأت؟ ماذا لو ضحكوا عليّ؟ من الأفضل أن أبقى صامتة.”

المشكلة تتفاقم: التردد يؤثر على ثقة ليلى بنفسها

مع مرور الوقت، بدأ المعلم يلاحظ أن ليلى لا تشارك أبدًا، رغم أنها دائمًا تحصل على درجات ممتازة في الامتحانات. لذلك، قرر أن يمنحها فرصة ذهبية. في أحد الأيام، نظر إليها بابتسامة وسألها: “ليلى، ما رأيك أن تحاولي الإجابة اليوم؟”

شعرت ليلى أن قلبها يكاد يقفز من مكانه. أرادت أن ترد، لكن التردد كان أقوى منها. فقد شعرت فجأة أن صوتها سيخونها، وأن الكلمات ستختلط في فمها، فهزت رأسها بلطف وابتسمت بخجل.

في تلك اللحظة، أحست ليلى بالحزن الشديد. إذ بدأت تسأل نفسها: “لماذا أنا خائفة؟ لماذا لا أكون مثل زميلتي سلمى التي تجيب دائمًا، حتى إن أخطأت؟”

نقطة التحول: حديث معلمة اللغة العربية

في نهاية اليوم، اقتربت منها معلمة اللغة العربية، وجلست بجانبها وقالت بلطف:
“ليلى، أنت ذكية جدًا، وهذا واضح في كتاباتك وواجباتك. لكنني ألاحظ أنك تترددين كثيرًا في الحديث. هل تعلمين أن كل الناس يخطئون؟ حتى المعلمون أنفسهم؟”

ثم أضافت: “ما يميز الإنسان الناجح هو أنه لا يخاف من الخطأ، بل يتعلم منه.”

كانت هذه الكلمات بمثابة المفتاح السحري الذي بدأ يفتح بابًا جديدًا في عقل ليلى. لأول مرة، بدأت تشعر أن التردد ليس شيئًا محببًا، بل عائقًا يمكن تجاوزه.

التغيير يبدأ: أول محاولة للمشاركة

في اليوم التالي، دخلت ليلى الفصل بنفسها الهادئة، ولكن بداخلها كان هناك شيء جديد: رغبة في التغيير. وبينما كانت المعلمة تشرح الدرس، رفعت ليلى يدها ببطء، وكأنها تخوض معركة داخلية كبيرة.

نظر إليها الجميع بدهشة، أما المعلمة فابتسمت وقالت: “تفضلي يا ليلى.”

أجابت ليلى بصوت خافت، ولكنها كانت الإجابة الصحيحة! وهنا، بدأ التصفيق يملأ الفصل، وبدأ قلب ليلى ينبض بالثقة. لأول مرة، شعرت أن خوفها كان وهمًا، وأنها قادرة على المواجهة.

وهكذا، أصبحت ليلى مثالًا يحتذى به. إذ بدأت تشارك بانتظام، وأصبحت تشجع زملاءها الذين يعانون من نفس المشكلة. فقد أدركت أن التردد لا يعني الفشل، وإنما هو فرصة للتغلب على الذات وتطويرها.

وبالتالي، فإن قصة ليلى تعلمنا درسا مهما: لكل تردد نهاية، فقط إذا قررنا أن نخطو الخطوة الأولى