حدوتة جدتي:قصة فادي وألعابه التي أبعدت الجميع
في أحد الأحياء الهادئة، كان يعيش طفل يدعى فادي، يبلغ من العمر سبع سنوات. كان فادي يملك غرفة مليئة بالألعاب الجميلة والملونة. من السيارات الصغيرة إلى الدمى المتحركة، ومن المكعبات إلى أدوات الرسم، كانت ألعابه كثيرة ومتنوعة.
لكن، وعلى الرغم من هذا كله، لم يكن فادي يحب مشاركة ألعابه مع أحد، حتى مع أخته الصغيرة هالة.
بداية المشكلة: الأنانية تظهر في البيت
في كل مرة كانت هالة تطلب من فادي أن تلعب معه، كان يرفض ويقول بحدة:
“هذه ألعابي، ولا أريد لأحد أن يلمسها!”
في البداية، حاولت الأم أن تفهم فادي أهمية المشاركة، لكنّه كان يرد دائماً قائلاً:
“أنا تعبت في ترتيبها، وهي ستبعثر كل شيء!”
ورغم تكرار المواقف، لم يكن فادي يتغير. وبدلاً من ذلك، أصبح يبتعد عن الجميع، ويفضل اللعب وحده، ظنًا منه أن ذلك أفضل وأمتع.
تطور القصة: العواقب تبدأ في الظهور
ذات يوم، دعت الأم بعض أطفال الجيران للعب مع فادي، ظنًا منها أن وجود أطفال آخرين سيشجعه على التغيير. بالفعل، حضر الأطفال ومعهم ألعابهم الخاصة، وبدأوا يلعبون معًا في الحديقة. لكن عندما حاول أحدهم أن يلمس لعبة من ألعاب فادي، صرخ قائلًا:
“لا تلمسوا ألعابي! إنها لي وحدي!”
تفاجأ الجميع من تصرفه، وتوقفوا عن اللعب معه، ثم قرروا أن يكمِلوا اللعب مع بعضهم البعض، متجاهلين فادي تمامًا. جلس فادي وحده على الأرجوحة، ينظر إليهم وهو يشعر بالحزن، لكنه لم يظهر ذلك.
نقطة التحول: بداية الفهم والتعلّم
في الليلة التالية، سألت الأم فادي:
“هل استمتعت باللعب اليوم؟”
أجاب بصوت منخفض:
“لا، لم ألعب مع أحد…”
هنا، جلست الأم بجانبه، وقالت برفق:
“هل ترى يا فادي كيف أن الأنانية تبعد الناس عنا؟ المشاركة لا تعني أن تخسر ألعابك، بل تعني أنك تسعد من حولك وتكسب قلوبهم.”
بدأ فادي يفكر فيما قالته والدته، وبدأ يتذكر كم كان سعيدًا عندما لعبت هالة معه مرة واحدة فقط، وكم ضحكا سويًا حينها.
التغيير الإيجابي: فادي يشارك أخيرًا
في اليوم التالي، حدث شيء غير متوقع. حين طلبت هالة أن تلعب، ابتسم فادي وقال:
“أكيد يا هالة، تعالي نلعب معًا!”
فرحت هالة كثيرًا، وركضت نحوه. ولم يقتصر الأمر على أخته، بل في اليوم الذي يليه، فاجأ فادي أصدقاءه بدعوتهم للعب في غرفته، وقال:
“اليوم كلنا نلعب سوا، بس بشرط: كل واحد يرجع اللعبة مكانها بعد ما يخلص.”
ضحك الأطفال وقالوا:
“اتفقنا!”
منذ ذلك اليوم، أصبح فادي محبوبًا بين الجميع. أدرك أن الأنانية لا تجلب السعادة، وأن المشاركة تزرع المحبة والتعاون. أصبح فادي نموذجًا يحتذى به، وصار يشجع الآخرين على التعاون والمشاركة أيضًا.