حدوتة قبل النوم:قصة الصديق الحقيقي
الصداقة الحقيقية ليست مجرد كلمة، بل هي علاقة تقوم على الحب والاحترام والتفاهم. ولكن، هل يمكن شراء الأصدقاء بالهدايا؟ هذه هي القصة التي عاشها سعيد، وهو طفل ذكي لكنه كان يعتقد أن المال والهدايا هما السبيل لجذب الأصدقاء.
كان سعيد طفلًا لطيفًا، لكنه كان يواجه صعوبة في تكوين الصداقات. لاحظ أن الأطفال يحبون الألعاب والهدايا، فقرر أن يستخدم مدخراته الصغيرة ليجلب الهدايا لزملائه في المدرسة. بدأ بإعطاء سيارات صغيرة للبنين ودمى للبنات، وسرعان ما أصبح محاطًا بعدد كبير من الأطفال الذين أرادوا أن يكونوا أصدقاءه.
شعر سعيد بالسعادة، فقد أصبح محبوبًا أخيرًا، أو هكذا اعتقد. كان الجميع يضحك ويمرح معه، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا: لم يكن أحد يهتم به إلا عندما يكون لديه هدية يقدمها!
بعد فترة، نفدت مدخرات سعيد، ولم يعد بإمكانه شراء المزيد من الهدايا. فجأة، بدأ زملاؤه في الابتعاد عنه، ولم يعد أحد يجلس بجانبه في الصف أو يدعوه للعب في الاستراحة. أدرك سعيد حينها حقيقة مؤلمة: لم يكونوا أصدقاءه الحقيقيين، بل كانوا فقط يستفيدون منه!
شعر بالحزن والوحدة، لكنه قرر أن يواجه الحقيقة ويتعلم من خطئه.
في يوم من الأيام، بينما كان يجلس وحيدًا في ساحة المدرسة، اقترب منه طفل اسمه عمر وسأله:
“لماذا تجلس وحدك؟”
أجاب سعيد بحزن:
“لم يعد لدي هدايا لأقدمها، لذا لم يعد أحد يهتم بي.”
ابتسم عمر وقال:
“الصداقة لا تُشترى بالهدايا، بل تُبنى على المحبة والتفاهم.”
بدأ سعيد وعمر في التحدث عن اهتماماتهما، واكتشفا أنهما يشتركان في حب الرسم والقصص المصورة. لم يكن عمر بحاجة إلى هدايا ليكون صديقًا، فقد كان يهتم بسعيد لما هو عليه، وليس لما يملكه.
النهاية: الصداقة الحقيقية هي التي تدوم
مع مرور الأيام، أدرك سعيد أن الصديق الحقيقي هو من يبقى بجانبك في كل الأوقات، وليس فقط عندما تقدم له شيئًا. قرر أن يكون نفسه دون تظاهر، وبدأ ببناء صداقات قائمة على الصدق والمحبة.
وفي يوم من الأيام، عندما كان سعيد يحمل علبة ألوانه المفضلة، سأل عمر:
“هل تريد أن نرسم معًا؟”
ابتسم عمر وأجابه:
“بالطبع، فالصداقة مثل لوحة جميلة، لا تحتاج إلا إلى ألوان الحب والوفاء!”
هكذا تعلّم سعيد الدرس الأهم في حياته: الأصدقاء الحقيقيون لا يحتاجون إلى هدايا ليبقوا، فهم أثمن من أي شيء آخر!