حدوتة قبل النوم:قصة حسن وأخوه آدم
مولود جديد في العائلة
في أحد الأيام الجميلة، استيقظ حسن البالغ من العمر سبع سنوات ليجد والده يبتسم قائلاً له:
“مبروك يا حسن! أصبح عندك أخ صغير… اسمه آدم!”
في البداية، شعر حسن بسعادة كبيرة، فقد كان ينتظر هذه اللحظة منذ شهور. ومع مرور الأيام، بدأ الضيوف يتوافدون على المنزل، وكل من يدخل يُقبّل آدم ويهدي له الهدايا، بينما يكتفون بإلقاء السلام على حسن أو مجرد الابتسامة.
بداية الغيرة: لماذا لم أعد الأهم؟
في البداية، حاول حسن أن يتفهم الأمر. ولكن مع تكرار الموقف، بدأ يشعر بالحزن والغيرة. فبينما كانت أمه تمضي معظم وقتها مع آدم، وتقوم بتغيير حفاضاته أو تهدئته عندما يبكي، لم تعد تجلس مع حسن كما كانت تفعل من قبل.
بل وأكثر من ذلك، عندما كان حسن يطلب من أمه أن تلعب معه، كانت تقول له:
“لاحقًا يا حسن، آدم الآن يحتاجني.”
وهنا، بدأت مشاعر الغيرة تكبر في قلب حسن. بدأ يظن أن أمه تحب أخاه أكثر منه، وأنه لم يعد مهمًا كما كان.
لفت الانتباه بطريقة خاطئة
بمرور الوقت، حاول حسن أن يلفت انتباه والديه بأي طريقة. ففي بعض الأحيان، كان يرفض تناول الطعام، أو يفتعل البكاء دون سبب، وأحيانًا يتعمّد إزعاج آدم وهو نائم.
لكن، وبدلاً من أن يحصل على الاهتمام، بدأ والده يوبخه باستمرار، وأصبحت أمه أكثر انشغالًا.
حتى أن حسن قال لنفسه ذات يوم:
“لو لم يكن آدم موجودًا، لعاد كل شيء كما كان.”
حوار صريح مع الأم
وفي إحدى الليالي، دخلت الأم غرفة حسن بعد أن نام آدم. لاحظت أن حسن يخبئ دموعه. جلست بجانبه وقالت:
“ماذا بك يا حسن؟ لماذا أنت حزين؟”
أجاب حسن بصوت منخفض:
“أنتم تحبون آدم أكثر مني… دائمًا معه، تنامون بجانبه، وتتركوني وحدي.”
ابتسمت الأم وربّتت على رأسه، ثم قالت:
“يا حبيبي، هذا غير صحيح أبدًا. نحن نحبكما أنتما الاثنان. لكن آدم صغير، لا يعرف أن يأكل وحده، ولا أن ينام بدون مساعدة. تمامًا كما كنا نفعل معك عندما كنت رضيعًا.”
ثم أضافت:
“أنت الآن أصبحت كبيرًا، وأنا أعتمد عليك في أشياء كثيرة. هل تعرف كم أنا فخورة بك؟”
وهنا، شعر حسن بشيء من الراحة. بدأ يفهم أن الاهتمام لا يعني المحبة الأكبر، بل الحاجة الأكبر.
في اليوم التالي، تغيرت تصرفات حسن. بدلًا من الغيرة، أصبح يساعد أمه في العناية بآدم. كان يحضر لها الحفاضات، ويهدهد آدم عندما يبكي، بل وبدأ يحكي له القصص بصوته الصغير.
ومع مرور الأيام، أصبح حسن يعتبر أخاه صديقًا صغيرًا وليس منافسًا.
الدروس المستفادة من القصة
الغيرة بين الإخوة أمر طبيعي، لكنها تحتاج إلى تفهُّم وتوجيه.
الحوار الصادق بين الطفل ووالديه هو الحل السحري لحل أي مشاعر سلبية.
كل طفل يحتاج إلى الشعور بأنه محبوب ومهم، مهما كان عمره.
وهكذا، فهم حسن أن حب الأهل لا ينقص عندما يأتي مولود جديد، بل يتضاعف. فالقلوب الطيبة تعرف كيف تحب أكثر من شخص في الوقت نفسه.
“ومنذ ذلك اليوم، لم يعد حسن يغار من أخيه، بل أصبح يعتبره أغلى هدية حصل عليها في حياته.”