قصة خيال علمي للاطفال : رحلة بدون اذن الى المريخ

قصة خيال علمي للاطفال : رحلة الى المريخ

 

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

 

قصة خيال علمي للاطفال : رحلة بدون اذن الى المريخ
قصة خيال علمي للاطفال : رحلة بدون اذن الى المريخ


عالم مختلف بعد 150 سنة

في عام 2175، تغيّر كل شيء على كوكب الأرض. أصبحت الرحلات بين الأرض والمريخ جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية. لم تعد مركبات الفضاء مخصصة للعلماء فقط، بل صارت تُستخدم مثل الحافلات والقطارات. الناس يسافرون للعمل، للتجارة، وأحيانًا للترفيه.

قصص خيال : قصة الصياد والسمكة المسحورة

عاش زيد، طفل في العاشرة من عمره، مع والده القائد حسام، قائد مركبة “الشهاب السريع”، وهي واحدة من أشهر مركبات النقل الفضائي بين الكوكبين. كان والده يغادر كل أسبوع في رحلة تستغرق يومين، ويعود محملاً بالحكايات عن الصحارى الحمراء والمدن الزجاجية على سطح المريخ.

حلم الطفل الصغير

منذ كان زيد في الخامسة، حلم بأن يركب مركبة فضائية. جلس يومًا بعد يوم أمام نافذة غرفته، يراقب السماء، ويتخيل نفسه يرتدي بدلة فضاء، ويقود مركبة بين النجوم. ومع مرور الوقت، اشتد شغفه بالسفر، وازداد فضوله بشأن المريخ.

لكن القانون الفضائي الجديد، الذي صدر قبل عشرين عامًا، منع الأطفال دون الثامنة عشرة من مغادرة كوكب الأرض. قالت الحكومات إن الأطفال بحاجة إلى نمو جسدي وعقلي مستقر قبل التعرض لبيئة المريخ القاسية. ورغم ذلك، شعر زيد أن القانون ظالم. تساءل مرارًا: “لماذا يمنعني الجميع من أن أحقق حلمي؟”

شرارة القرار الجريء

في إحدى الليالي، وبينما كان القائد حسام يُحضّر لرحلته القادمة، دخل زيد إلى غرفة التحكم. لاحظ وجود شريحة ذكية صغيرة على الطاولة. كانت تلك الشريحة تستخدم لتسجيل الركاب في قاعدة بيانات الرحلة. وفجأة، لمعت في ذهنه فكرة جريئة. قرر أن يسافر خلسة على متن مركبة والده دون علمه.

قصص خيال للاطفال : رحلة عبر الزمن

قال لنفسه: “أنا ذكي. أستطيع التخفي. سأثبت للجميع أنني قادر على السفر، مثل الكبار تمامًا.”

الرحلة السرية تبدأ

في صباح الرحلة، تسلل زيد إلى حجرة الشحن، واختبأ بين الصناديق. استخدم غطاءً حراريًا ليخفي بصماته الحرارية، وارتدى بدلة صيانة كبيرة تخفي ملامحه. انطلقت المركبة، ولم يشعر أحد بوجوده. ومع مرور الساعات، شعر زيد بنشوة الانتصار.

قال هامسًا لنفسه: “أنا الآن على طريق المريخ! أنا أول طفل يتجاوز القانون!”

لكن الفرح لم يدم طويلًا.

الوجه الآخر للمغامرة

بعد 10 ساعات من الرحلة، بدأ زيد يشعر بالغثيان. الجو داخل المركبة لم يكن مريحًا. لم يجد طعامًا مناسبًا، ولم يستطع النوم بسبب ضيق المكان. والأسوأ من ذلك، أنه سمع أحد أفراد الطاقم يقول إن هناك خطأ في توازن الأوكسجين في حجرة الشحن.

قصص خيالية : قصة النهر الذي يغني

في تلك اللحظة، شعر بالخوف لأول مرة. لم يكن يتوقع أن تكون المغامرة بهذا القدر من الصعوبة. بدأ قلبه يخفق بسرعة، وبدأ يتمنى لو كان في غرفته، يسمع قصص والده بدلًا من أن يعيش هذه القصة بنفسه.

اكتشاف غير متوقع

خلال الفحص الدوري، اكتشف أحد المهندسين وجود حرارة غير مبررة في حجرة الشحن. أبلغ القائد حسام على الفور، الذي فتح الغرفة بنفسه. وعندما رأى ابنه هناك، لم يصدق عينيه.

صرخ حسام: “زيد! ماذا تفعل هنا؟!”
أجاب زيد بصوت مرتجف: “أردت أن أكون مثلك يا أبي… أردت أن أرى المريخ.”

لم يغضب حسام، بل شعر بالحزن والخوف في الوقت نفسه. احتضن ابنه بقوة، وقال له بهدوء: “أفهم حلمك يا زيد، لكن هناك قوانين ليست عقابًا، بل حماية. كل قانون وُضع بعد تجربة وخطأ. نحن نحميك، لا نمنعك من الأحلام.”

عودة آمنة وموقف مؤثر

قرر القائد حسام إلغاء الرحلة والعودة إلى الأرض فورًا. وصلوا بعد ساعات طويلة، واستقبلتهم وحدة الأمن الفضائي. وبعد التحقيق، قررت السلطات عدم معاقبة زيد قانونيًا بسبب صغر سنه، لكنها فرضت عليه برنامجًا توعويًا عن مخاطر السفر الفضائي للأطفال.

قصص خيال : حورية البحر الصغيرة

وبعد أسابيع من التوعية، وقف زيد في مدرسته، وألقى كلمة أمام زملائه، قال فيها:

“تعلمت درسًا كبيرًا. المغامرات جميلة، لكن الطيش خطر. القانون ليس عدوًا، بل درع لحمايتنا. وأبي لم يمنعني من الحلم، بل أراد أن أعيش حتى أحققه في الوقت المناسب.”

خاتمة وقيمة عظيمة

كبر زيد، وانتظر حتى بلغ الثامنة عشرة. وفي يوم ميلاده، قاده والده بنفسه إلى مركبة “الشهاب السريع”، وسلمه الزي الرسمي. سافر زيد هذه المرة برخصة، وبقلب مليء بالفخر والامتنان.

وهكذا، أثبتت القصة أن احترام القوانين، والاستماع لنصائح الوالدين، لا يقتل الأحلام، بل يؤمن الطريق نحو تحقيقها بسلامة وحكمة.