قصة طفل مميز : عادة غريبة وموهبة فريدة.

عادة غريبة… موهبة مستخبية
في كل بيت، تقريبًا، في طفل بيعمل حاجة “غريبة” أو “محرجة” أو “مش مفهومة”. ممكن تلاقي طفل بيشد شعره، أو يعض قميصه، أو، زي حالة “شادي”، بياكل ضوافره. مش ضوافر إيده بس… ضوافر رجله كمان!
أول رد فعل طبيعي من الأهل بيكون: “دي عادة مقرفة ولازم تتشال فورًا!”
لكن السؤال الحقيقي مش هو إزاي نمنع العادة؟
السؤال هو: ليه العادة حصلت أصلاً؟
العادة مش هي المشكلة… العادة هي العرض
اللي حصل مع شادي مش استثناء، ومش نادر. العادات الغريبة عند الأطفال أحيانًا بتبدأ من سن الرضاعة، وبتستمر لو ما تفهمناش أسبابها. الطفل مش بيعبّر بالكلام زي الكبير. هو بيعبر بالفعل.
فلو الطفل بيأكل ضوافره، أو بيهز رجله، أو بيصرّ على سلوك غريب… غالبًا هو بيحاول يقول:
“أنا متوتر… محتاج أمان… أنا مش مرتاح.”
لكن في أغلب البيوت، الأهل بيركّزوا على إزالة السلوك، مش فهم الرسالة.
فـ بدل ما نسأل الطفل:
– “إيه اللي مضايقك؟”
بنقوله:
– “بَطّل العادة الوحشة دي!”
ونستخدم أساليب زي الصريخ، العقاب، أو حتى الضرب… وكل ده بيزود توتره، ويخليه يتشبث بالعاده أكتر، لأنها وسيلته الوحيدة للتفريغ.
نظرة واحدة مختلفة… ممكن تغيّر حياة كاملة
لما عمة شادي رجعت من السفر، وشافت الولد بياكل ضوافره برجليه، رد فعلها ما كانش فيه إدانة، ولا سخرية، ولا خوف من كلام الناس.
بالعكس، بصّت له وقالت:
– “واو! عندك مرونة رهيبة، إنت موهوب.”
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
لأول مرة، شادي حس إن في حد شافه بعيون مختلفة. مش طفل مقرف… لكن طفل عنده قدرة استثنائية.
النتيجة؟
اتفتح له باب جديد.
دخل تمرين جمباز، ولقى نفسه، وتحوّلت “العادة الغريبة” إلى باب لموهبة حقيقية.
الأطفال مش مشاكل… الأطفال رسائل
شادي بطل التهتهة.
بطل يتبول لا إراديًا.
بدأ ينام مرتاح.
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
وابتدى ينجح!
كل ده حصل مش لأنه “اتعاقب” كفاية… لكن لأنه “اتشاف” صح.
الأم، بعد كل حاجة، قالت جملة هزت أي أم سمعِتها:
“أنا ما كنتش شايفة ابني… كنت شايفة نظرة الناس عنه.”
وده الفارق الحقيقي بين التربية الواعية، والتربية المرتبكة بكلام المجتمع.
فين الموهبة اللي مستخبية في عيوب ابنك؟
أحيانًا، اللي بنسميه “عيب” بيكون مجرد باب لشيء عظيم.
– الطفل اللي بيتكلم كتير؟ ممكن يكون خطيب أو قائد.
– اللي بيفك الألعاب؟ ممكن يطلع مهندس عبقري.
– اللي بيسرح كتير؟ يمكن خياله واسع وينفع كاتب أو رسّام.
لكن علشان نوصل للحقيقة دي، لازم نغيّر زاوية الرؤية.
نستبدل “إزاي أخلّص من السلوك ده؟” بـ “إزاي أفهمه وأطوّره؟”
حكاية هجرة الرسول من مكة إلى المدينة للاطفال
الدرس الذهبي:
“ابنك مش مشروع لإرضاء الناس… ابنك كائن بيدوّر على نفسه.
شوفه بعيونه، مش بعيون المجتمع.”
ما تستعجلش الحكم.
ما تستخفش بالعادة.
ما تركزش بس على الإحراج.
يمكن، زي شادي، يكون اللي مستخبي في “العيب”… هو أعظم ميزة.